سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نتطلع إلى أن نكون نموذجا دوليا في الصناعات التقليدية لقاء مع السيد محمد بوسعيد الرئيس المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية:
هذه خطتنا لمقاومة التقليد وتقريب الصناعات التقليدية إلى جيب المواطن
نلتقي مرة أخرى بالسيد محمد بوسعيد الرئيس المدير العام للديوان الوطني للصناعات التقليدية لمعرفة جديد الديوان بمناسبة صالون الإبتكارالذي تنتهي دورته هذا الأسبوع والذي دارت وقائعه بمعرض الكرم ولاقى نجاحا على مستوى الحضور والمبيعات والترويج للمنتوج التونسي الأصيل. ما جديدكم بمناسبة صالون الصناعات التقليدية؟ الهدف من تنظيم هذا الصالون دعم الابتكار في الصناعات التقليدية والتجديد يدعم القدرة التنافسية للقطاع ومن أهداف الصالون أيضا توفير فرصة تسويق الصناعات التقليدية والترويج . ويمتد الصالون على 25 ألف متر مربع تضم 9000 متر مربع خاصة بالجانب التجاري ,كما حافظ الصالون منحيث المضمون على مكوناته العامة والتي هي بالأساس فضاء للاستئناس والمرجعية وفضاء للابتكار وللتسويق وفضاء للخدمات والجمعيات وقد عرف الصالون هذا العام عدة ابتكارات جديدة أولا على مستوى الديكور بما يجعله متلازما مع ما هو موجود في الخارج وهو يمثل من أكبر الصالونات المنظمة في تونس . وبخصوص الجديد في هذا العام فقد أعددنا فضاء للاستئناس والمرجعية ( الفضاء المتحفي) وهو يوفر فرصة للمبتكرين للاستلهام من التراث كمرجع لا يقل أهمية عن المراجع المكتوبة أو المصورة وهي فرصة تتاح للطلبة وللزوار ليطلعوا على التراث وقد عملنا هذه السنة على اللباس الاحتفالي للمرأة وهدفنا من ذلك التسويق وتدعيم الاستهلاك والتصدير ,أما في صناعة الخشب فلدينا هذا العام معروضات مرتبطة بالزينة كالصناديق التقليدية المطلوبة بشكل كبير لدى المستهلك. أما في مجال الابتكارات فقد جهزنا فضاء يتسع ل900 ابتكار بمشاركة كافة الجهات تضم 300 مبتكر ومصنفة حسب 8 مسابقات لضمان التخصص وقد لاحظنا تحسنا ملحوظا في مختلف الاختصاصات مع تشريك الطلبة والمكونين ونجد 30 بالمائة من الابتكارات بأيادي الطلبة . تجاريا يوجد 600 عارض من مختلف الولايات من حرفيين وتجار والجديد هذاالعام تمكين جيل جديد من الانضمام إلى القطاع حيث يتميز صالون هذا العام بوجود 50 باعثا شابا تم تأطيرهم تأطيرا خاصا ومنحناهم فضاء يتضمن شباكا مشتركا بين كافة المؤسسات وكل الهياكل المتدخلة على مستوى التمويل والاستثمار , كما توجد هياكل الخدمات والاستثمار والترويج العام مع تعزيز دور الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني. كما وفرنا فضاء خاصا بالأطفال يتضمن تنشيطا وورشات بهدف غرس فكرة الصناعات التقليدية في ذهن الأطفال . وماذا عن الجانب الفكري والتثقيفي كيف تناولتم هذه السنة هذا الموضوع؟ على هامش الصالون تمت برمجة ندوة حول الابتكار في الصناعات التقليدية بين الديوان ومعهد الفنون الجميلة والمعهد الفرنسي للتعاون ستنظر في الابتكار في الصناعات التقليدية كما نظمنا ندوة هدفها إرساء ميثاق للابتكار جل تعزيفي الصناعات التقليدية قصد تكريس ضوابط تحدد الصناعات التقليدية المرتبطة بالمحافظة على الهوية والأصالة والاستلهام من التراث وذلك بحضور ضيوف أجانب من بلدان عربية وأوروبية. هل لديكم برنامج تعاون دولي بهدف تسويق المنتوج التونسي في الصناعات التقليدية؟ لدينا علاقات تعاون مع فرنسا وإسبانيا وقد أنهينا برامج دراسية وتأطيرية , كما سينطلق قريبا برنامج وطني لتنمية الصناعات التقليدية سيتواصل على مدى سنوات هدفه تنفيذ الحطة الاستراتيجية للقطاع واستغلال كل القنوات الدولية ولدينا حاليا علاقات مع عديد الدول العربية والأوروبية كما لدينا اتفاقات خاصة مع كل بلد. من الاشكاليات المطروحة اليوم في العالم بأسره عملية التقليد في المنتوجات مما أضر باقتصاديات عدة بلدان وأعتقد أن منتوجاتنا في الصناعات التقليدية مهددة بدورها فكيف تواجهون هذا التهديد؟ لقد اتخذنا عدة اجراءات للمحافظة على تراثنا في الصناعات التقليدية ونحن نعمل بشراكة تامة مع وزارة التجارة للحفاظ على منتوجاتنا من التقليد من ذلك تفعيل القانون الخاص بالمؤشرات الجغرافية ووضع مواصفات خاصة وتشجيع المؤسسات على تسجيل ابتكراتها إلى جانب حملات نقوم بها ندعة فيها الحرفيين للمحافظة على الجودة ودعم المقدرة التنافسية لمنتوجاتنا. تحدثت هنا عن المقدرة التنافسية فماذا عن خطة مراعاة المقدرة الشرائية للمواطن كي يستطيع شراء منتوجات الصناعات التقليدية؟ نحرص دوما على هذا الجانب ولكن علينا الوعي بان الصناعات التقليدية هي فن وإبداع وقيمة مضافة وجودة لذلك نجد أسعارها مرتفعة نوعا ما رغم ذلك فإننا نعمل على مزيد التخفيض في الأسعار لكن مع حرص كذلك على أن تكون منتوجاتنا جيدة مع محافظتها على هويتنا وأصالتنا وتاريخنا العربي الإسلامي وتاريخ تونس بكافة الحضارات التي مرت بها. كيف ترون مستقبل هذا القطاع الذي مر بعدة فترات ولكن يبدو اليوم أكثر حراكية وإنتاجا؟ بالفعل فالقطاع يحظى باهتمام كبير لدى رئيس الدولة الذي وضعه في صلب إهتماماته الرئيسية والدليل وضعه كنقطة من نقاط البرنامج الإنتخابي للرئيس بن علي وهذه العناية الرئاسية تجعلنا اكثر إصرارا على إنجاح برامج تأهيل القطاع وأنا شخصيا متفائل بمستقبل الصناعات التقليدية خصوصا وأن الرئيس بن علي دعا غلى إحداث مدينة للصناعات التقليدية وإبراز خصوصيات كل مناطق بلادنا تأكيدا على ما تتميز به كل جهة من تراث وهوية تحتاج منا الإبراز وسنركز على هذا الجانب في المستقبل مع كافة الجهات والمدن والقرى للتعريف بكافة خصوصياتها الثقافية والتراثية .