شيّعت منطقة "العمارات" من ولاية قابس في جوّ من اخشوع و الحزن و المرارة أحد أبنائها و هو العامل محمد العرضاوي الذي يبلغ من العمر 43 سنة متزوج و خلّف وراءه ثلاثة أيتام و هذه المأسات هي نتيجة نظام المناولة و السمسرة باليد العاملة . فالمرحو محمد العرضاوي عامل بشركة أشغال السكك الحديدية التي تتولى المناولة للشركة الوطنية للسكك الحديدية و يوم السبت 02 أفريل 2010 و حين كان المرحوم يقوم بتزييت إبر تحويل السكة فوجئ بقطار نقل الفحم البترولي يداهمه بسرعة و يرديه قتيلا على الفور ممزقا جسده أشلاء في محطة القطارات "العوينات". و على إثر الحادث الأليم أوقف عمّال الشركة العمل أكثر من ساعتين تعبيرا عن احتجاجهم على الظروف القاسية التي تسببت في موت زميلهم و قد حظيت هذه الحادثة بمتابعة فوريّة من المكتب التنفيذي الجهوي و الأخ الكاتب العام إضافة إلى زيارة أدّاها الأخ المنجي عبد الرحيم الكاتب العام لجامعة المهن و الخدمات الذي أفاد بأن جلسة ينتظر عقدها قريبا مع إدارة الشركة لتحديد المسؤوليات و السعي لضمان حقوق العامل المتوفي و أسرته المنكوبة . و حسب مصادر نقابية مسؤولة بهذه الشركة و الشركة الوطنية للسكك الحديدية فإن نظام المناولة هو السبب في حدوث هذه المأساة فعمال الشركة يكلّفون بانجاز أعمال تتجاوز ما انتدبوا من أجله و هي في الأصل أعمال من اختصاص العمال القارين للشركة الوطنية للسكك الحديدية لأنها تتطلب معرفة و مهارة و تدريبا إضافة الى أن القانون يمنع صراحة المناولة في مراكز العمل القارة . كما اشتكى هؤلاء النقابيون من انخفاض أجورهم و حرمانهم من التمتع بالراحة أيام العطل الرسمية و حرمانهم من منحة العمل الليلي و عدم احترام ما يتصّ عليه القوانين في خصوص مدّة حصّة العمل أو نظامهما. و قد عبّر زملاء الفقيد عن عميق حزنهم و ألمهم و استعدادهم للدفاع عن حقوقهم وكرامتهم . الندوة الجهوية حول "تقييم نظام التأمين على المرض و مستقبل الصناديق الإجتماعية" نظم الإتحاد الجهوي للشغل بقابس يوم 6 أفريل 2010 ندوة حول تقييم نظام التأمين على المرض و مستقبل الصناديق الإجتماعية و ذلك بالتنسيق و التعاون مع قسم التغطية الإجتماعية و الصحة و السلامة المهنية بالإتحاد العام التونسي للشغل و قد افتتح الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بقابس السلامي مجيد الندوة بالترحيب بالضيوف وبجمهور غفير من نقابيي الجهة اضافة الى السيد "جون ميشال فلوري" المسؤول النقابي بالكنفدرالية العامة للشغل بفرنساCGT المهتم بالنظام التعاوني و صناديق البطالة الذي ألقى كلمة عن أزضاع العمال الفرنسيين و القواسم المشتركة في خصوص التأمين التعاوني و صناديق البطالة الذي ألقى كلمة عن أوضاع العمال الفرنسيين و القواسم المشتركة في خصوص التأمين و التقاعد . و قد أكّد الأخ السلامي مجيّد على أن هذه الندوة و مثيلاتها إنما تندرج في اطار تعميق وعي العمّال و النقابيين بالمخاطر و التحديات المستقبلية في ظلّ مؤشرات جديّة عن العجز الذي يتهدد الصناديق الإجتماعية و أضاف بأن المعرفة و الوعي غير كافيين إذا لم نعد البرامج البديلة و نتحفز للنضال من أجلها فالإتحاد الجهوي بقابس بقدر ما ينكب على الشأن اليومي و حلّ المشاكل العرضية الطارئة فإنه كذلك يولي الأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد المسؤول عن التغطية الإجتماعية و الصحة و السلامة المهنية تقديم مداخلة قيّمة تريّة بالمعطيات و الأرقام سعي فيها لبسط صورة عن نظام التامين على المرض و نظام التقاعد أبرز من خلالها المكاسب التي تحققت و بين النقائص و المخاطر و الحلول الممكنة بعد التعريج على العوامل و الأسباب . و في خصوص نظام التأمين على المرض أشار الأخ رضا بوزريبة إلى أن الإتحاد ما يزال يصرّ على مركزية القطاع العمومي في المنظمة الصحية و ضرورة تأهيلها تأهيلا جديّا بما يجعلها قادرة على إسداء خدمات صحيّة محترمة إضافة إلى ضرورة التعجيل بإقرار التوازن في الخارطة الصحيّة الوطنية التي تعاني اختلالا مجحفا بين العاصمة والشريط الساحلي الرقي من جهة و المناطق الداخلية و الجنوب من جهة أخرى كما بيّن أن الإتحاد يرى أن مسائل عديدة تحتاج للمراجعة من قبيل طريقة تمويل النظام القاعدي وضمان الحقوق المكتسبة لبعض القطاعات و الترفيع في سقف النفقات الصحية إضافة الى تعميم تجربة مصحات الضمان الإجتماعي خصوصا في المناطق المحرومة صحيّا . و توقف الأح رضا بوزريبة عند مسألة هامة و هي أن القطا الخاص ما يزال يستأثر نسبة كبيرة من النفقات في حين أن القطاع العمومي هو الذي يقدّر أكبر الخدمات. و عند التطرق إلى التقاعد أشار الأخ بوزريبة إلى المخاطر المحدقة بالصناديق نتيجة تواتر العجز حيث سجل الصندوق الوطني للتقاعد و الحيطة الإجتماعية عجزا قدّر بحوالي 49 مليار من المليمات سنة 2007 و أرجع أسباب هذا العجز الى اختلال التوازن بين الموارد و الإنفاق و يعود هذا الإختلال الى عوامل كثيرة و معقدة أهمها الإتعكاسات المباشرة للإختبارات الإقتصادية الليبرالية التي أدّت إلى التفويت في المؤسسات العمومية و التسريح المكثف للعمال و إحالتهم على التقاعد قبل بلوغ لس، القانونية إضافة إلى تعثر التنمية المحلية و عجزها عن خلق مواطن الشغل و محدودية الإستثمار الأجنبي هروبا من انعدام الشفافية و تخلف الإدارة و وضع النظام القضائي الحالي . كما أن عددا كبيرا من المشغليت يتهربون من التصريح و يتخلفون عن أداء ما في ذمتهم للصناديق وفق ذلك فإن الأحكام القضائية لا تجد طريقها للتنفيذ مع تكرار عمليات العفو عن المخالفين و المثال على ذلك أن حوالي 1500 مليار للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي لا يمكن استخلاصها لإندثار المؤسسات المعنية بتسديدها و ما يزيد الطين بلّة أن الفوائض في الماضي لم تستثمر استثمارا مناسبا مع استخدام أموال الصناديق في ما يعرف بالأعمال الإجتماعية لغير الأجراء . و انتهى الأخ بوزريبة إلى أن الإتحاد اليوم مطالب بالوقوف وقفة حازمة لإيجاد حلول تخدم مصالح الشغالين و تضمن لهم مستقبلا كريما . و عند فتح باب النقاش تدخل عدد من الحاضرين الذين أكدوا على ضرورة أن يتحوّل وضع التأمين على المرض و التقاعد محورا مطلبيا لا بدّ من إدراجه ضمن المفاوضات العامة و تعبئة كافة القوى للدفاع عنه . الكاتب العام المساعد المسؤول عن النشر و الإعلام