إنّ المرحوم محمد المزغوني كان أحد الأساتذة المقتدرين بالتعليم العالي ساهم بنضاله في بناء الجامعة التونسية وإشعاع المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، تخرّج على يديه العديد من المهندسين الذين يحتلّون أعلى المراكز اليوم. كان أحد أعضاء النقابة الأساسية الذين ركّزوا العمل النقابي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بتونس وقدّم تضحيات جساما في سبيل حريّة العمل النقابي وإستقلاليته وظلّ طول حياته صامدا مناضلا من أجل حقوق المدرسين بالتعليم العالي مدافعا عن الجامعة العمومية، مؤمنا بالحريّة والديمقراطية وبحقوق الانسان وبالفكر الحرّ... هكذا عاش... هكذا سيظلّ في قلوب كلّ من عرفه ومن عاشره... هكذا سيظلّ رمزا للأستاذ الغيور والمناضل النقابي الصادق والصلب والأخ النصوح والمحبّ للغير... هكذا ستظلّ مواقفه المبدئية والشجاعة والحرّة راسخة في ذاكرتنا... لن نفتقدك أيّها الأخ العزيز فقط على وقفتك إبّان الإضراب الإداري أو التوحيد النقابي بالجامعة أو لمناصرة الشعب الفلسطيني أو حين رفضت التعيين لإدارة قسم الهندسة الصناعية سنة 2008 وفرضت الإنتخاب لكن سنفتقد مواقفك الإنسانيّة، سنفتقد بشاشتك، سنفتقد مقارباتك، سنفتقد حبّك للجامعة بكلّ مكوّناتها، سنفتقد حبّك للوطن... حبّك للحياة...