فجعت الأسرة التربوية بالبلاد عامة و بمدينة سيدي بوزيد خاصة بنبأ وفاة الزميلين وهيبة حمرشة و الزميل عادل صالحي إثر حادث مرور أودى بحياتهما لما كانا في طريقهما لأداء واجبهما المقدس: إصلاح امتحانات الباكالوريا دورة جوان 2010 و هو جزء لا يتجزأ من واجبهما النبيل و أداء رسالتهما على الوجه الأكمل، الشعب اتصلت بالأخ علي الزارعي الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسيدي بوزيد و قد أفادنا مشكورا بما يلي: وقع الحادث الأليم على الساعة السابعة و النصف تقريبا من صباح يوم الثلاثاء 15 جوان 2010 ، كان الأستاذ عادل صالحي مدرس العربية بالمعهد الثانوي بسيدي علي بن عون يسوق سيارته، يجلس بجانبه زميله عبد النبي منافقي الذي يشاركه المعهد و الإختصاص. يشترك في المقعد الخلفي كل من الزميلة منيرة بن هنية و وهيبة حمرشة و السيدة بن صميدة إطار إداري . الأساتذة الأربعة متجهون إلى مركز الإصلاح الخاص بالباكلوريا بسيدي بوزيد.. في قرية المزارة، على مسافة 15 كيلومتر من مدينة سيدي بوزيد، قطع تلميذ صغير أمامهم الطريق فجأة، مما اضطر السائق إلى محاولة الهروب و اجتناب دوسه فكانت الكارثة المؤلمة، حيث انقلبت السيارة لتتوفى الأستاذة وهيبة إثر الحادث مباشرة و ينقل الاستاذ عادل إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد و هو في حالة خطيرة جدا فقد أصيب في رأسه.. فارق الحياة بعد ساعات قليلة اما سي عبد النبي ومنيرة وبن صميدة فقد اصيبوا بجروح خفيفة. بلغ خبر الحادث الاليم الى جميع الزملاء الذين كانوا في مركز الاصلاح فالتحق عدد كبير منهم بالمستشفى الجهوي وعرفوا هناك ان وضعية عادل حرجة جدا ثم بعد ذلك بقليل سمعوا خبر وفاته ... تهافت المربون من جهة سيدي بوزيد كلها لحضور جنازة الأستاذ في بن عون و جنازة الأستاذة في بئر الحفي. في لحظات الحزن و الفاجعة التي حلت بأهالي الفقيدين، بدأ الحديث بين عدد من الاساتذة عن الطفلين الصغيرين اللذين تركهما المغفور له عادل .. أرملة الأستاذ مجازة في آداب اللغة العربية و لكنها عاطلة عن العمل، فلا بد من ايجاد صيغة معينة يتم من خلالها توفير مورد رزق قار يكفل الطفلين وامهما . رغم ان الاساتذة شرعوا في حملة تبرعات تعبيرا عن تضامنهم في مركز الاصلاح وفي سيدي علي بن عون ،و رغم ان النقابة العامة ستقدم مساعدة مالية ،ورغم ان الوزارة ستخصص مساعدة للزملاء واهاليهم، رغم كل هذه الجهود التي يبارك ويشكر من بادر الى انجازها فان الرحلة امام الارملة المفجوعة في زوجها ومعيل اسرتها ستكون طويلة جدا ، ما زال امامها اكثر من عقدين من الزمن فالطفلة الصغيرة لها من العمر ستة اشهر لا غير ...ان الحل السليم هو توفير موطن رزق قار وهو مطلب الزملاء والهياكل النقابية ..ولقد عبر السيد المدير الجهوي خلال زيارته لأهالي الفقيدين على استعداده لمساعدة الأرملة في الحصول على عمل قار و ذلك في حديثه مع أعضاء النقابة الجهوية. لقد تجاوز التضامن جهة سيدي بوزيد حيث أبرقت النقابات الجهوية من مختلف أنحاء البلاد و النقابة العامة إلى النقابة الجهوية بسيدي بوزيد تعبر عن حزنها و تضامنها مع أهالي الفقيدين و تدعو لهما بالرحمة الواسعة. إن التضامن التلقائي و العفوي الذي انطلق من جميع المربين و التفكير السريع -رغم هول الصدمة في البحث عن حلول عملية لكفالة كريمة لليتيمين يعبر عن حياة ولدت من رحم الالم، من رحم الموت نكتشف هذا الوجه الجميل و الرائع في زملائنا المربين.. لعل المشهد عند البعض أثار دموعا إمتزج فيها الحزن بالفرح و الألم بالأمل.. تلك هي سيرة المربين في ما كشفته هذه الفاجعة الأليمة. شكرا عميقا إلى كل من شارك و سيشارك في التخفيف من حجم المصيبة التي حلت بعائلة كل من الفقيدين، عادل صالحي و وهيبة حمرشة.. رحمهما الله و أسكنهما فسيح جنانه و رزق أهلهما جميل الصبر و جميل الرضا بما قضى.. و نرجو للزميل عبد النبي منافقي و الزميلة منيرة بن هنية و السيدة بن صميدة أن يعجل الله لهم بالشفاء.