على غير ما هو متوقع شكّل صعود الاستاذ عبد الرزاق الكيلاني للدور الثاني في انتخابات العمادة وفوزه بالعمادة للفترة النيابية 2010 2013 على منافسه العميد المتخلي البشير الصيد مفاجأة لكل المهتمين بشأن قطاع المحاماة. فقد تمكن الاستاذ الكيلاني من الحصول على 019 صوتا في الدور الاول، و 4361 صوتا في الدور الثاني، في حين تحصل العميد المتخلي بشير الصيد على 397 صوتا في الدور الاول، و 6821 صوتا في الدور الثاني، مما يؤكد ان غالبية اصوات المنسحبين من الدور الاول قد كانت لصالح الاستاذ الكيلاني. وللتذكير فإن نتائج الدور الاول قد أعطت للأساتذة شرف الدين الظريف (منافس الاستاذ بشير الصيد في الانتخابات الفارطة 7002 0102)، 935 صوتا، والاستاذ عبد الجليل بوراوي 335 صوتا، والاستاذ الهادي التريكي 773 صوتا والاستاذ ابراهيم بودربالة 582 صوتا. هيئة متنوعة أما انتخابات الهيئة الوطنية للمحامين التي تنافست فيها ثلاث قائمات وهي على التوالي: «القائمةŸG ستقلة» المحسوبة على القوميين وبعض اليساريين، وقائمة «المحاماة أولا» المحسوبة على التجمعيين، والقائمة المهنية المستقلة» المحسوبة على التيار الاسلامي والتي ضمت في صفوفها بعض اليساريين فإن نتائجها قد أنصفت القوائم الثلاثة، حيث تحصلت القائمة المحسوبة على القوميين على مقعدين لكل من الاستاذين بوبكر بن ثابت وأحمد صدّيق، وتحصلت قائمة التجمعيين على ثلاثة مقاعد لكل من الاساتذة، ريم الشابي، رشاد الفردي وعماد بالشيخ العربي، أما قائمة التيار الاسلامي وبعض حلفائهم من اليسا Qفقد تحصلت على مقعدين لكل من الاستاذة سعيدة العكرمي والاستاذ شوقي الطبيب. درس في الديمقراطية لا شك ان المنافسة كانت شديدة خاصة في ظل حالة التجييش وماراطون الدعاية التي تواصلت طيلة أطوار الحملة الانتخابية ولم تتوقف حتى دقائق فرز الاصوات، كما ان التحالفات كانت مفاجئة، لكن كل ذلك لم يؤثر على نزاهة العملية الانتخابية التي شكلت بالفعل درسا في الديمقراطية التي لطالما مثلت أهم التقاليد التي ميزت قطاع المحاماة. انتهت الانتخابات بعميد جديد وهيئة متنوعة ضمت مختلف الاتجاهات والتيارات الفكرية، وخبا لهيب الحملة التي كانت ساخنة في صيف بارد، فعسى ان ينجح الفائزون في الانتصار لعموم المحامين بما يعزز المكاسب المهنية التي راكمتها المحاماة في دوراتها السابقة. ويؤسس لمستقبل يكرّس استقلالية القطاع ويحافظ على التنوّع الفكري والسياسي الذي لطالما مثّل رافعة للحيويّة والتجدّد والثراء التي طبعت هذا القطاع.