سؤال كلما غالبته غلبني، يقض مضجعي صباحا ويزعجني كل غروب شمس... سؤال لماذا؟ لماذا مثلا كلما سرتُ في طرقات بلدي الفرعية والرئيسية وجدتُ بعضها غير مرقّم رغم وجودها في مناطق بلدية؟ وسألت، لماذا يجتهد العمال البلديون في جمع أكياس القمامة وجهر الطرقات من التراب ثم تترك الأكداس لتذروها الرياح؟ لماذا لا ترفع حاويات القمامة في موعدها؟ ولماذا توضع الحاويات أصْلاً أمام المنازل؟خصوصا ودافع آداء »الزبلة والخروبة« غير مسموح له بسؤال: لماذا أدفع إذن؟ ❊ سيارات إدارية يعذبني سؤال لماذا، دائما كلما سرْتُ في الطرقات السيارة التي تتأبّد فيها الاشغال وندفع مقابلا ماليا لها نظير احتراق أعصابنا واستنفاذ وقودنا وعرباتنا، تتكرر »اللماذات« وأنا أرى أن عددا هاما من سياراتنا الادارية يسير في الطرقات وهو معطوب، فلماذا لا تُوجّهُ لورشات الاصلاح ؟ ولماذا تترك حتى يصير عطبٌها أبديّا وتلقى للنسيان، ثم ندفع نحن من مال المجموعة الوطنية لتجديد الأسطول؟ ❊ قطارات كلّما ركبتُ ما يُسمّى بالقطارات السريعة في بلادي يعاودني نفس السؤال، لماذا ندفع معلوما يزيد عن الثلاثة دنانير لخدمات وهمية أوّلها السرعة؟ فقطار الساعة الرابعة و25 دق مساء الذي يقصد صفاقس يصل الى مدينة القلعة الصغرى في موعد القطار العادي أي بعد ساعة و45دق، ولا ميزة فيه سوى انتظارك لقارورة ماء صغيرة تروي عطشك في الايام القائضة وتدفع ثمنها حوالي 15 مرّة ولا تأتي، إذ لا ينال هذه »الشربة« سوى من حالفهم الحظ في بعض العربات قبل ان ينفذ المخزون المخصّص لعُشْر الركاب وقبل ان يقدّمه نادل العربات وكأنه منّة أو صدقه من الشركة الوطنية للسكك الحديدية. فلماذا ندفع الأموال ومقابل أي خدمات ؟ ❊ تذاكر منذ بدأت أتمتع بشبه مجانيّة استعمال وسائل النقل العمومي (نصف ثمن التذكرة للحافلات) المخصصة للصحفيين وسؤال لماذا يحيرني أيضا ، لماذا هذا الامتياز أصلا إذا كانت حافلات الخطوط البعيدة تجبرنا على دفع معلوم يتعدى نصف التذكرة كما تجبرنا بعض الشركات الجهوية على أن ندفع 70٪ معلوم سند تنقل والتذكرة مكتوب عليها 50٪ تخفيض، في سوسة نصف تذكرة (ال560مي هو 380مي!) ؟ لماذا إذن هذه »الشوهة« على ما لا أدري ماذا من الملاليم؟ ولماذا لا يتم حذف هذا المعلوم الذي يدفعه الصحفي أصلا أُسوة بما تمّ سنُّة مع المنتمين لوزارة الدفاع وقد كنا نشترك معهم في هذا الامتياز فعدّل بالنسبة لهم نحو المجانية الكاملة وبقي كما هو بالنسبة للصحافيين الذين باتوا يستبسلون في بعض المحطات ولدى بعض الاعوان للحصول على ما يسمى تذكرة التعريفة المخفضة لأنّ الاعوان يتصوّرون أنها ألغيت. ❊ نساء لماذا كلّما ترشحت بعض النساء لبعض الهياكل الجمعياتية أو النقابية وتمكنّ من الفوز يكُنّ عادة أقليّة: أمرأة او إثنتان لا أكثر، يتربعن على عرش المراتب الأخيرة في القائمات الانتخابية القوية؟ ولماذا عادة يكلفن بمهمّة الاهتمام بشؤون المرأة أو الشؤون الاجتماعية. ولماذا كلما طفت على السطح إشاعة ترشح احداهن لبعض المؤتمرات والنيابات تلصق بها أعنف التهم وأوقحها من أناس عادة ما يقفون في الصفوف الأولى للدفاع عن المرأة ومكانتها في المحافل الانتخابية الوطنية والدولية وفي حضرة الخطاب التقدمي تحديدًا.