كان لابدّ أن لا نمرّ مرور الكرام أمام الأخطاء التي احتواها امتحان الإيقاظ العلمي للسنة الرابعة من التعليم الأساسي لأننا تعلّمنا أنّ التغاضي عن الإشارة الى الخطأ تكريس له، وما وقع خطأ بارز في عرف البيداغوجيا والعلم، هذا العلم الذي أفقدته مادّة الإيقاظ العلمي كثيرا من هيبته وتماسكه ووضوحه والإجماع الحاصل حوله وإذا بنا نكتشف في عصر العولمة أنّ الخلاف لا ينحصر حول علوم الإنسان لأنّ مواضيعها تستعصي على التجربة بما يميّزها من قيم كالحريّة والإرادة، بل إنّ الخلاف غدا منحصرا كذلك فيما يسمّى بالعلوم الصحيحة وإذا بما تلقيناه على مقاعد الدّراسة في دروس الفلسفة في آخر المرحلة الثانوية أو في دروس الأستاذية والمرحلة الثالثة يتهاوى أمام ما حواه إمتحان الإيقاظ العلمي من أخطاء مما جعلنا نسأل ونستفسر ونطرح الموضوع على أهل الذكر من العلماء والباحثين، ألم يمثّل السؤال قادحا لثورات الفكر ومعبرا لتطوّر الكائن البشري وميزة تميّزه عن غيره من الكائنات فالذي اقترح الإمتحان التقييمي طرح في السند الثالث وتحديدا في السؤال الأوّل من التعليمة الأولى السؤال التالي: أضع التعليل المناسب في إطار. ضحك أبي لأنّ: العنب يتكاثر بالإفتسال العنب يتكاثر بالترقيد وقد وضعت الفرضيّة الأولى في الوثيقة المعتمدة في الإصلاح في إطار على أساس أنّها الإجابة الصحيحة في حين أنّ العنب يتكاثر بالإفتسال والترقيد وهذا من باب البداهة، تسأل عنه القاصي والدّاني فيقول لك إنّ العنب يتكاثر بالترقيد والإفتسال وإن لم يعرف المصطلح معرفة علميّة دقيقة. وإذ ننتقل إلى التعليمة الثانية يقول نصّ السؤال: اربط بسهم بين النباتات التالية وطريقة تكاثرها، ووضع على يمين الورقة التين والفراولة واللوز، وعلى اليسار التطعيم والإفتسال والترقيد، وقد ربطت الأسهم في وثيقة الإصلاح بطريقة تجعل من التين يتكاثر بالإفتسال واللوز بالتعطيم في حين تتكاثر الفراولة بالترقيد. وهنا بيت القصيد إذ لا تتكاثر الفراولة بالترقيد فهي شبيهة بنبتة الطماطم ولا تعلو على سطح الأرض كثيرا وفي بحث عبر الإنترنات عرفنا أنّ زراعة الفراولة تنجح في جميع أنواع الأراضي بشرط أن تكون خالية من الحشائش وتتمّ زراعتها بالشتلات المبرّدة خلال شهر سبتمبر كما تتمّ زراعتها بالشتلات الطازجة في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر وطوال شهر أكتوبر، ودعك من حديث الإنترنات وانظر في وثيقة صادرة عن المطابع الجديدة للجنوب من إعداد الهادي الفراتي تملأ مكتباتنا وتشير في معرض الحديث عن التكاثر عند النبات الى أنواع التكاثر الخضري ومن جملة هذه الأنواع نجد تكاثر بواسطة الجذامير وتنتمي إلى هذا النوع نبتة النجم والحبق والنعناع والفليّو والفراولة وإذا رمت الدقة أكثر لك في كتاب الإيقاظ العلمي للسنة الثامنة من التعليم الأساسي وفي صفحته الرابعة والستين خير دليل على أنّ الفراولة تتكاثر بالجذامير. وبعد، هذه ملاحظات طرحناها على أهل الإختصاص والذكر بعد بحث وتقصّ وإستقصاء غيرة على العلم وانتصارا للحقيقة ورغبة في السّجال النزيه من أجل مصلحة التلميذ التي ينادي بها الكلّ كي يبقى هذا المبدأ كلمة حقّ أريد بها حقّ لا باطلا فتلميذ اليوم هو رجل المستقبل، ديدننا في ذلك التوضيح ووضع الأمور في نصابها لأنّنا لا نريد لمادة الإيقاظ العلمي أن تكون موضوع خلاف في جهة سليانة التي نحبّها ونؤمن بما تحويه من طاقات وكفاءات فإنّ أصبنا الهدف فذاك ما نبغي وإن جانبنا الصّواب لنا في أهل الذكر أسوة حسنة خاصة وأنّ هذا النوع من الأخطاء قد وقع في السّابق وفي مادّة الإيقاظ العلمي تحديدا، ثمّ ما ذنب المعلّم الذي درّس بطريقة صحيحة ثمّ يفاجأ تلميذه الذي نهل من معين عذب أنّ مجهودات سيّده ومجهوداته كلّّها ذهبت أدراج الرّياح.