تفاجئنا وزارة التربية أو بالاحرى إدارة الامتحانات كلّ سنة باخطاء في نصّ الاسئلة بالمناظرات الوطنيّة التي من المفترض ان تكون على درجة عالية من الدّقة والوضوح خاصّة وأنّه يقع التحضير لها بداية من أوّل السّنة. من حقّ المربي الذي يقضي سنة كاملة في التدريس والبحث والتنقيب والتجارب أن يتساءل، أين هو من كلّ هذا؟ ومن الذي يتحمّل مسؤوليّة وأعباء هذه الاخطاء الجسيمة؟ ولماذا لا يقع تشريك المعلّم الذي هو بصدد تعامل يومي مع البرنامج في صياغة هذه الامتحانات حتّى لا نقع في إشكاليات نحن في غنى عنها... على غرار السّنة الفارطة وما وقع من خطأ في مادة الرّياضيات، يقع هذه السّنة خطأ آخر فظيع في مادّة الإيقاظ العلمي وهو خطأ في تركيبة ومعطى السّؤال الأخير لا يمكن التغاضي عنه في أيّ حال من الأحوال خاصّة وأنّه غير واضح بالمرّة ولا يمكن قبوله شكلا ومضمونا كسؤال في مادّة علميّة تقتضي بالضرورة المنهجيّة والدّقة العلميّة إذ يتضمن هذا السّؤال ثلاثة أخطاء في نفس الوقت وعلى ثلاثة مستويات. أوّلا: تقول التعليمة حدّدت الأخت مستوى ارتفاع الكحول على المحرار في الرّسم (1) بينما يوجد التحديد على الرّسم (2) ولا يوجد شيء على الرّسم (1) وهذا ما سيدخل آليّا تشويشا على ذهن التلميذ قبل محاولته البحث عن الإجابة. ثانيا: كيف يمكن للتلميذ أن يدرك درجة الحرارة في هذا البيت وهو لا يعرف اين يوجد هذا البيت؟ في الشمال أو الجنوب؟ وماهي وسائل التدفئة المعتمدة فيه؟ ثالثا: ماهو المقياس الذّي سيعتمده المصلح لقبول الإجابات خاصّة وأنّ لجان التشاور قرّرت أنّه يمكن قبول كلّ ماهو فوق 20 درجة. إذن أين الوضوح هنا؟ أين الدّقة؟ خاصّة وأن المادّة التي نحن بصددها مادّة علميّة تتطلّب منهجيّة واضحة ودقّة في التعامل.. ربّما تكون هذه الاخطاء فرصة حقيقية لتتدارك الوزارة أمرها وتسعى الى تشريك فعلي للأطراف المعنيّة التي تمارس هذا العمل اليومي فيكون السّؤال على قدر الجواب ويكون المعلّم فاعلا حقيقيّا في المنظومة التربوية لا مفعولا به. ❊ سعاد نصر