عاد الحديث هذه الأيام ليتمحور حول أسباب تراخي الجهود القطرية أمام أيّ محاولة تهدف إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، فقطر التي فرضت نفسها في السنوات الأخيرة في المشهد السياسي العربي وبزغ نجمها السياسي بعد نجاحها في جمع الفرقاء اللبنانيين على طاولة قطرية واحدة انتهت بسن اتفاق الطائف الذي جنب لبنان جحيم الفتنة والتفرقة وضرب سيادة الدولة، وقطر التي لعبت ومازالت دورا مهما في قضية دارفور، وغيرها من القضايا العربية، كان يفترض ان تكون وفق هذا التمشي أول من يعمل على تقريب وجهات النظر بين الفصيلين المتنازعين (فتح وحماس) لتخفيف العبء عن الشعب الفلسطيني الذي أنهكته الخلافات الداخلية بما فيه الكفاية ولم يعد يعرف ان كان عدوه محمود عباس أو إسماعيل هنية أو ناتنياهو!! نعم قطر العربية ، والإمارة التي حملت نظريا على عاتقها مهمة احتواء مجمل الخلافات العربية كانت أول من رفع يده عن الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، ليس لأسباب مبدئية وإنما لحسابات سياسية ضيقة هذه المرة جعلت قطر مثل غيرها من معظم الأنظمة العربية تلعب دور المتفرج والمتسلي بشطحات الفصائل الفلسطينية التي اضعف صراعها على رئاسة الحكومة والسلطة كل أمل في تسوية سريعة تعيد الشرعية لقيادة فلسطينية تفتقد بطبعها للشرعية وتوحد مختلف هذه الفصائل المتناحرة, وإذا كانت بعض التحاليل السياسية قد فسرت برود قطر في التعاطي مع ملف ساخن بحجم الانقسام الفلسطيني بضغوطات إسرائيلية وأمريكية وذلك حتى يظل الوضع على ما هو عليه وتجد إسرائيل في ذلك فرصة لمزيد التوسع استيطانيا اعتماد على حدة الخلافات بين الفصائل الفلسطينية نفسها، فان الحقيقة عكس ذلك وهي وفق بعض التقارير السرية التي تم الكشف عنها مؤخرا سواء في مصر أو قطر مرتبطة أساسا بتسابق شرق أوسطي على الزعامة السياسية وهذا في حد ذاته ملف على غاية من الحساسية والحرج خصوصا بالنسبة للنظام المصري الذي لم يعد كما السابق حجر الزاوية في كل اتفاق عربي-عربي ونجده اليوم يراهن على ورقة المصالحة الفلسطينية للعودة إلى سالف نفوذه الذي تحول في السنوات الأخيرة إلى العاصمة السورية دمشق وخول للرئيس بشار الأسد التحكم في مجريات الصراع الشرق أوسطي وتوجيهه نحو المقاومة والممانعة بدل القبول والاستسلام ومد يد الولاء والطاعة لإسرائيل! وهذا ما فهمته جيدا إمارة قطر واستثمرته أفضل استثمار وذلك حين دخلت في مواجهة ديبلوماسية سرية مع النظام المصري شعارها الابتزاز السياسي القائم على رفع اليد القطرية عن ملف المصالحة الفلسطينية مقابل التزام مصر الممثلة في الاتحاد الدولي لكرة القدم في شخص هاني أبو ريدة بالتصويت للملف القطري ودعمه لاحتضان كاس العالم2022 ! هاهنا يتداخل السياسي بالرياضي ونجد أنفسنا أمام مقاربة فولكلورية تزيد الوضع الفلسطيني في الداخل والخارج قتامة وتكشف ان القضية الفلسطينية بطم طميمها أصبحت عند بعض قادتنا الشرفاء عبارة عن جلد مدور تتقاذفه أرجل الزعماء من اجل تحقيق أهداف سياسية ضيقة شعارها الابتزاز وأشياء أخرى ، كأن تستضيف قطر مونديال كرة القدم وتستعيد مصر في محاولة يائسة مجدها الضائع بتغليب مصالح فصيل فلسطيني على مصالح فصيل آخر وفقا لتوجهات أمريكية واملاءات صهيونية وهنا يكمن لب القضية