ما أن يسدل الليل ستاره الأسود على مجاز الباب، حتى تلفّ المدينة التي تمسح آلاف الهكتارات من أقصاها الى أقصاها روائح كريهة تزكم الأنوف لاتصادف شخصا إلا وتذمر واشتكى منها، وقد تكررت هذه الحالة في كل الليالي حيث تتحول النسمات العليلة التي تهب في «أطراف أوسّو» الى ما يشبه الغازات السامة التي تستفحل يوما بعد يوم، وقد قمنا بالتوجه الى مصدر الروائح وهو عبارة عن أطنان من فضلات الدجاج أتى بها صاحبها ووضعها في الهواء الطلق في مكان يبعد 005 متر فقط عن التجمع السكني المعروف بحي «البحرين» الذي يبعد بدوره حوالي كيلومتر ونصف الكيلومتر عن وسط مجاز الباب وذلك بغرض استعماله كسماد عضوي في الأرض الفلاحية التي اشتراها حديثا، وقد كان بإمكانه استعمال فضلات الأبقار والأغنام التي لا تصدر مثل هذه الروائح لكنه تعلل بأن فضلات الدجاج أكثر غنى. ومنذ فترة قريبة أفادت مصادر مطلعة أنه وبعد أن أصبح الوضع لا يطاق تم التنبيه على هذا المشتثمر بوجوب إزالة هذه الفضلات فوعد بنقلها أو ردمها بعيدا، لكن وبما أن التنبيه جاء «ليّنا» بعض الشيء فإن هذا الأخير لم يحرك ساكنا، فاستمرت بهذا معاناة المواطنين مع الروائح وما يمكن أن يستتبع ذلك من أمراض، كما سمعنا من بعض خبراء الفلاحة أن الأمور ستزيد سوءا مع بدء نثر هذا المساد الفتاك على المساحة الواسعة للأرض الفلاحية. يحدث كل هذا بينما يقيم المستثمر خارج مدينة مجاز الباب ولا شك أنه يستمتع الآن بالحياة في بعض الضواحي الراقية أو ربما خارج البلاد بينما يعيش أكثر من 04 ألف نسمة حالة الإختناق من الروائح العفنة التي سيجني صاحبنا من خلالها الأرباح و«يسمّن» رصيده في البنك. إننا نهيب بمسؤلي المدينة ورجالاتها أن يتحركوا فورا ويتصدوا بكل حزم لهذا الوضع الشاذ لما فيه صالح المدينة وسكانها.