منذ 10الاف سنة بدأ الإنسان خطواته الأولى في إنشاء المستوطنات البشرية فتحولت إلى قرى ثم مدن وبنى حضارات. و منذ قرن مضى لم يتجاوز سكان المدن 10٪ في العالم، إن البشرية الآن في مرحلة تخطى فيها سكان المدن عتبة 50 ٪ أي أن البشرية قطعت في قرن واحد أربعة أضعاف ما قطعته في 100 قرن . ذا التحول الهائل ونسقه السريع متواصل وحسب مركز الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية فانه سيصل إلى75 ٪ مع حلول سنة 2050 ، أي بعد أربعة عقود فقط.فتونس في سنة 1956 كانت تعد 3 ملايين نسمة منهم مليون واحد في المدن وحسب آخر إحصاء فان المعادلة انقلبت لتصبح 6 ملايين في المدن أي 66٪ و الثلث الباقي في المناطق الريفية ففي نصف قرن تضاعف عدد سكان المدن التونسية ستة مرات فإننا سنتجاوز عتبة 10 ملايين في المناطق الحضرية في حدود 2030 / 2035 أي إن المناطق الحضارية ستتضاعف عما هي عليه الآن في ربع قرن.هذا يعني أن وضع المدن سيكون له تأثير كبير على أوضاع الكرة الأرضية وأن مصير الحياة على هذا الكوكب سيحسمه أهل المدن عبر صناع السياسات و القرار من حكومات مركزية ومحلية وعلماء متعددي الاختصاصات وباحثين في تخطيط المدن ومهندسين معماريين و خبراء في كل ميادين الحياة في المناطق الحضرية و باعثين ومثقفين وحرفيين والسكان أصحاب الشأن المعنيين بالحياة في هذا الفضاء التفاعلي يؤثرون فيه و يتأثرون بما يجري فيه ومن حوله.فتنمية المناطق الحضرية لها خصوصياتها و مجالاتها حيث تلعب هاته المناطق دور القاطرة التنموية وتقاس تنمية البلدان بالقدرة التنافسية لمدنها وإشعاعها في محيطها الداخلي والدولي.