نظم الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين في كل من مدنين و جربة وجرجس وبنقر دان وبني خداش بالتنسيق مع قسم التغطية والاجتماعية بالاتحاد العام التونسي للشغل ندوة حول الصناديق الإجتماعية " افتتح الندوة الأخ علي العدواني الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بمدنين مرحبا بالحضور وبالأخ رضا بوزريبة الأمين العام المساعد المسؤول عن التغطية الإجتماعية ومذكرا بأن الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة نقابية وطنية ديمقراطية مستقلة عن كل التنظيمات السياسية تستمد شرعيتها وقوتها وقراراتها من القواعد العمالية ومن أهدافها النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للعمال والارتقاء بوعيهم والدفاع عن مصالحهم المعنوية والمادية وإنشاء اقتصاد وطني اشتراكي مستقل ومتحرر من كل تبعية وتحقيق توزيع عادل للثروات الوطنية بما يضمن طموحات جميع الشغالين والفئات الشعبية . ثم تطرق على موضوع الندوة والهدف من تنظيمها في هذه الفترة بالذات مؤكدا على أن إصلاح الصناديق الاجتماعية يمثل أحد أهم الملفات الكبرى التي تشهدها الساحة الوطنية على غرار التعليم والصحة والتشغيل وبعد ذلك أحال الكلمة إلى الأخ رضا بوزريبة الذي قدم تحليلا دقيقا حول ملف الصناديق الاجتماعية وإصلاح أنظمة التقاعد موضحا أن الهدف من هذا الإصلاح لابد أن يراعي شرائح واسعة تكابد أشكال التشغيل الهشة والأجور المتدنية. كما أكد الأخ رضا على أن ملف الصناديق الاجتماعية ليس ملفا لحاله وإنما يتداخل بشكل عميق مع الكثير من المواضيع الأخرى الحساسة و الدقيقة وهو ما يجعل المسؤولية جسيمة وطرق تخطيها تتطلب حسن التدبير والنظر السليم فيها ومعالجتها بشكل يساعد تلك الصناديق على الإيفاء بتعهداتها إزاء منخر طيها ويضمن لها ديمومتها وهو ما تضمنته الوصايا الواردة في الدراسة التي أعدها الاتحاد العام التونسي للشغل إضافة إلى إعطاء المفاوضات حول تحيين الأجور الأهمية القصوى والتصدي لأنماط التشغيل الهشة (كالتشغيل بالمناولة) وحث الأعراف على التصريح بالأجور الحقيقية للعمال وتمتيعهم كافة بالتغطية الاجتماعية . كما بين الأخ رضا على أنه كان بالإمكان معالجة موضوع عدم توازن الصناديق الاجتماعية منذ أواخر التسعينات حيث تبلورت فيها أولى الندوات التي وضعت الأصبع على الداء وهو ما يساهم في ربح الكثير من الجهد والوقت وقد دعم الأخ رضا تدخله بجداول إحصائية دقيقة تبرز الحالة المتدهورة التي تعيشها الصناديق الاجتماعية مؤكدا على أن كل المساعي تهدف إلى تحديد أسباب هذه الأزمة قبل الاتفاق على الحلول لأن في تحديد الأسباب بشكل جيد بعيدا عن الارتجالية يساهم في إنقاذ الصناديق من اختناق بدأت مؤشراته تلوح عن قربه. التدخلات : تدخلات وتساؤلات تنم عن المتابعة المستمرة لملف الصناديق الاجتماعية من قبل الإطارات النقابية بجهة مدنين تقبلها الأخ رضا بوزريبة برحابة صدر وبإجابات دقيقة حاول من خلالها إزالة الغموض عن العديد من النقاط . فحول مشاركة الاتحاد في أول اجتماع حول ملف إصلاح أنظمة التقاعد أكد على أنه تم تثبيت المواقف انطلاقا من المعرفة التاريخية لوضعية الصناديق الاجتماعية مجددا تمسك الاتحاد العام التونسي للشغل - كمنظمة تهدف إلى إنشاء اقتصاد وطني اشتراكي بالتفاوض حول الأسباب التي أدت إلى عدم توازن الصناديق حتى تكون المعالجة عميقة وذات جدوى. أما فيما يخص الدراسة التي أعدها معهد الدراسات الاجتماعية بوزارة الشؤون الاجتماعية فقد أكد الأخ رضا بأن النقاش الحالي كان يمكن أن يتم في تلك اللجنة التي لم تجتمع ولم تقدم دراسة في ذلك الوقت. وفي الختام أكد الأخ رضا بأن الاتحاد العام التونسي للشغل متمسك بضرورة التفاوض حول الأسباب الحقيقية التي ساهمت في أزمة الصناديق الاجتماعية ومنها : 1 تسريح العديد من العمال . 2 تفشي أنماط التشغيل الهشة كالمناولة والعقود محدودة المدة وخوصصة عدة مؤسسات. 3 التقاعد قبل السن القانونية . 4 تراكم الديون لدى عدة مؤسسات وعدم القدرة عن استخلاصها. وختم الأخ علي العدواني الندوة بشكر كافة الإطارات النقابية على حضورها المكثف للندوة وايلائها ما تستحق من الأهمية مذكرا بأن الاتحاد فضاء رحب لكل العمال بالفكر والساعد والمتقاعدين منهم.