هكذا قيم أساتذة التعليم الثانوي إضرابهم الذي نفذوه يوم 27 أكتوبر 2010 هذه المحطة التاريخية التي تجاوب فيها كل مكونات المجتمع المدني مع المطالب المشروعة لأساتذة التعليم الثانوي الذين لم تكن مطالبهم نقابية عمالية فحسب بل جاءت من أجل تحسين الأداء المدرسي و البرامج التعليمية والحد من البطالة بين حاملي الشهائد العليا القابلين لتحمل مهمة التدريس و كذلك رفضهم لسياسة هشاشة التشغيل التي يعيشها الأساتذة فيما بينهم و داخل حرمة المدارس الإعدادية والثانوية و التي يحس داخلها الأساتذة بظلم سلط الإشراف لبعضهم من منطلق أن الأجور لا تتساوى و الحقوق منعدمة لبعضهم دون الآخر و الإطمئنان النفسي مفقود عند الكثير منهم باعتبار أنهم متعاقدون و يمكن تسريحهم في أي لحظة و يبقى مصيرهم معلق بمزاج مدير لا يتفق معه فكريا أو إيديولوجيا و كان بداية التجاوب مع المطلبية الأستاذية جاء من المصدر الصحيح الدافع لكل تحرك نقابي شرعي جاءت من الهيئة الإدارية الوطنية مشفوعة بلائحة خاصة جدا موجهة رأسا لجموع أساتذة التعليم الثانوي مما أعطى لهذا التحرك العمالي التعليمي الكبير بعدا جماهيريا حيث تعاطفت جميع أطياف المجتمع المدني مع مطالب الأساتذة و قد برز ذلك من خلال سيل البرقيات المؤيدة و الداعمة لنضالية رجال التعليم الثانوي هذا القطاع المناضل داخل الإتحاد العام التونسي للشغل و قد لمس الجميع هذا التعاطف من خلال التجمع العمالي الذي نفذه أساتذة جهة قابس للتعليم الثانوي أمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل، كما كان تجمع الأساتذة داخل قاعة الإجتماعات بالإتحاد الجهوي ضخما و جاء على قدر نسبة المساهمة فيه هذا الإجتماع الذي اشرف عليه ثلة من الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي يتقدمهم الأخ سلامي مجيد إلى جانب الإخوة أعضاء النقابة الجهوية للتعليم الثانوي يتقدمهم الأخ عبدالجبار الرقيقي الذي إستهل مداخلته بتحية نقابية لكل الأساتذة الذين تجاوبوا مع مشروعية مطالبهم و إنخرطوا في النضالية العمالية في صلب الإتحاد العام التونسي للشغل الذي هو الإطار الأوحد و الأمثل للدفاع عن المكاسب العمالية و من خلاله يمكن تحقيق كل المطالب و تنفيذ كل قرارات الهياكل النقابية للتعليم الثانوي وقد استبشر الجميع بالنسب المرتفعة جدا للنجاح الذي حققه تحرك الأسرة التعليمية في الإعدادي و الثانوي و إعتبر ذلك مؤشر على قدرة القطاع على المضي قدما حتي تتحقق كل مطالبه و أن الأساتذة يرفضون سياسة النعامة التي تنتهجها سلطة الإشراف بالإلتزام الصمت و الهروب من طاولة الحوار الذي نادى و مازال ينادى بها كل الأساتذة ممثلين في نقابتهم العامة و أن لا تراجع عن المطالب و إعتبر أن الصمت الذي تتعامل به الوزارة مع الأسرة التربوية إنما هو عمل إستفزازي و هروب من الحجج التي يريد الطرف النقابي مد الوزارة بها من أجل تعليم ثانوي و بالتالي المنظومة التعليمية بتونس بصفة عامة كما ذكر الجميع بعدم القبول بالتمييز بين الأساتذة و لا مجال للجوء لهشاشة التشغيل في صلب التعليم الثانوي و لا مجال لأي إصلاح في المنظومة التعليمية في تونس دون المرور عبر الطرف النقابي و التشاور معه و ذلك دفاعا عن المستوى التعليمي والقيمة العلمية للشهائد بالبلاد و في مداخلته حيا الأخ سلامي مجيد الكاتب العام للإتحاد الجهوي هذه الحشود الكبير من الأساتذة من نساء و رجال و الذين جاؤوا من كل جهات الولاية إستجابة لنداء الواجب النقابي و العمالي دفاعا عن حقوقهم و مكتسباتهم و أن المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي بقابس بكل مكوناته من هياكل قرار جهوية و نقابات و تشكيلات كلها صف واحد اليوم إلى جانب نضالات رجال التعليم الثانوي و إعتبر الأخ السلامي أن كل هذا التحرك الجماعي الكبير لا يزيد الجهة سوى قوة و حماسا و لا يزيد النقابيين من القطاعات الأخرى سوى تزود بالروح النضالية والنقابية و تكسب الجميع خبرة من مثل هذا التجمع النوعي من حيث الدرجة العلمية و المركز الإجتماعي لمنفذيه و كذلك من حيث درجة الإنظباط من ناحية منتسبي قطاع التعليم الثانوي الذي جدد له الأخ السلامي التحية النضالية و جدد للجميع إستعداد الجهة ككل عماليا و نقابيا لدعم كل نضالات التعليم الثانوي و من ورائها كل النضالات العمالية و أن دار الإتحاد الجهوي هي المأوى الأول للجميع في البداية و النهاية ثم تم تلاوة عدد كبير من برقيات المساندة و التأييد و نظرا لكثرتها تم الإكتفاء بذكر الجهات و النقابات الصادرة عنها ثم تمت تلاوة اللائحة الصادرة عن الهيئة الإدارية الوطنية و الممضاء من الأخ الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل و التي كان لها الأثر الكبير في نفوس الحضور الذين عبروا عن إستعدادهم لمواصلة النضال من أجل تحقيق مكاسبهم العمالية بكل مكوناتها ثم إنتقل الجميع للتجمع خارج القاعة و أمام مقر الاتحاد الجهوي بقابس الذي أصبح مألوفا جدا لدى الأجوار والمارة مثل هذه التجمعات لكنه بدأ يدخل في تقاليد الجهة لإنجاح كل المطالب العمالية تماما على غرار ما حصل بالتعليم الثانوي حيث رفع المشاركون و بقيادة الإخوة أعضاء النقابة الجهوية عديد الشعارات العمالية من بينها تمسكهم بحقهم في التقاعد في 55 و الحق النقابي وحق التشغيل و رفضهم لعملية التعاقد ثم أنشد الجميع نشيد الثورة و شاركهم فيه الجميع ونظرا للكثافة العددية للحضور تم إستعمال مضخم الصوت الخارجي لتلاوة اللائحة الصادرة عن هذا التجمع العمالي الكبير مجددين العهد مع النضال و التمسك بالحقوق. مؤتمر الفرع الجامعي للكهرباء و الغاز بقابس مواصلة من المكتب التنفيذي في عقد المؤتمرات العادية للفروع الجامعية و النقابات الجهوية التي بلغت آجالها القانونية إنعقد المؤتمر العادي للفرع الجامعي للكهرباء و الغاز بقابس برأسة الأخ أنور العمري المسؤول عن الوظيفة العمومية بالمكتب التنفيذي الجهوي و بحضور الأخ توفيق الحشائشي المسؤول عن الإعلام بالجهة و بحضور الأخوة الهادي بن مبروك و محمد البخاري و زهير بالحاج عن الجامعة العامة للكهرباء و الغاز و كان الأخ سلامي مجيد هو الذي إفتتح هذا المؤتمر بكلمة ترحيبية أكد فيها للجميع مساندة المكتب التنفيذي لكل الهياكل بالجهة و حيا نضالية النقابات الأساسية و الفرع الجامعي للكهرباء و الغاز بالجهة على تحركاتهم و نضاليتهم و أن المكتب التنفيذي فاتح ذراعيه لكل نفس نضالي عمالي مهما كان مأتاه في إطار الأطر النقابية القانونية و المعمول بها و جدد دعمه للتشكيلة الجديدة التي سوف يسفر عنها مؤتمر الفرع الجامعي للكهرباء و الغاز و في مداخلته نوه الأخ أنور العمري بالحراك النقابي الذي كان يميز التشكيلات النقابية للكهرباء و الغاز بقابس بقيادة الفرع الجامعي و قدم بعض التوضيحات حول نضالية عديد النقابات الأساسية سواء في القطاع الخاص أو العام أو الوظيفة العمومية و وقوف المكتب التنفيذي لجانبها جميعها معددا عديد المكاسب التي تحققت بالتعاون مع بعض الجامعات و النقابات العامة معتبرا بان الحراك النقابي و النضال العمالي هو عمل يومي لا ينتهي و أن جهة قابس من الجهات التي يتنوع داخلها المشهد العمالي و النقابي باعتبار أنها منطقة صناعية من أكبر المناطق بالبلاد و عديد الخصوصيات الإقتصادية والإدارية الأخرى التي تجعل العمل النقابي فيها متحرك و غير مستقر الشيء الذي يستوجب وقفة دائمة و إستعداد متواصل للحصول على النتائج المرجوة و التي كثيرا ما نلاقي صعوبات كبيرة و تأخذ منا حيزا كبيرا من الوقت و من اجل ذلك نحن نعول على الفرع الجامعي للكهرباء و الغاز ممثل في أعضاء مؤتمره بأن تكون تركيبة المكتب الجديد متناصقة و متجانسة من أجل أن تتحمل أعباء هذا القطاع الذي هو بدورة يشهد تهديدات كبيرة و تحديات ضخمة إنطلاقا من عملية اللزمة التي يتم بمقتضاها خصخصة جانب من القدرة الإنتاجية للشركة إضافة للمناولة و إستعمال اليد العاملة الوقتية و غيرها و جدد الأخ أنور دعم المكتب التنفيذي الجهوي للفرع الجامعي حتي يستعيد مكانته بالجهة و بالقطاع لأننا نفخربالدور الكبير الذي لعبه الفرع الجامعي بقابس في تطوير العمل النقابي بالقطاع إلى جانب عديد الجهات الأخرى بالطبع و في مداخلتهم ركز الأخوة أعضاء الجامعة على أن القطاع متماسك و أن الجامعة ليس لديها نقاط عالقة مع الطرف الإداري و أن كل المسائل تسير على أحسن ما يرام و في مداخلاتهم عبر نواب المؤتمر عن إنشغالهم من عديد القضايا المطروحة جهويا أو وطنيا على مستوى القطاع ومن جملة ما طرح في أشغال المؤتمر ما تضمنته اللائحة الصادرة عن الحضور و المتعلقة بالمركز الطبي لأعوان الكهرباءو الغاز بجهة الجنوب الشرقي بقابس و ضرورة تطويره وتحسين خدماته و كذلك الجانب الإجتماعي و الثقافي و الرياضي بالجهة و على غرار ما هو معمول به في تونس الكبرى إضافة لمراعات خصوصية جهة قابس و مكوناتها الإنتاجية للكهرباء و الغاز و كل الوحدات الأخرى و ضرورة تجهيزها بكل المعدات الظرورية هذا على الصعيد الجهوي أما على الصعيد الوطني فقد جاء في اللائحة مطالبة الإدارة العامة بترسيم الأعوان الشاغلون لمراكز قارة بالشركة مدة أربعة سنوات أو أكثر تماشيا مع مجلة الشغل وكذلك قياسا بما هو معمول به في المجمع الكيمياوي بتونس حاليا باعتبار أن القطاعين ينتميان لنفس سلطة الإشراف كما تطرقت اللائحة لعديد المسائل المهنية و الترتيبية و طالب الجميع بضرورة تحيينها و مراجعتها و تطويرها نحو الأفضل و في الختام و بعد المصادقة من طرف الجميع على بنود اللائحة تم إنتخاب الإخوة : توفيق الحشائشي كاتبا عاما للفرع الجامعي والإخوة محمد سعد و لطفي صدقي و حافظ لسود و محمد بالقاضي و الحبيب فضل و المنجي جبر أعضاء. اعوان قانز والمتاعب المتواصلة رغما عن عملية الإحالة الي تمت و رغما عن بعض النقاط التي مازالت في عهدة شركة »قانز تونس« إلا أن عمال هذه الشركة مازالوا يعانون المتاعب و التنكر لحقوقهم المالية و الإجتماعية حيث تخلت الشركة عن كل إلتزاماتها أمام دخول المستثمر الجديد وهو ما أثار حفيظة العمال و من ورائهم النقابة الأساسية و المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي بقابس الذين مازالوا يطالبونها بالإيفاء بالتزاماتها و ما تم الاتفاق في شأنه غير أنهم لم يلاقوا آذان صاغية رغم التدخلات التي يقوم بها يوميا الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي لدي السلط الجهوية على أعلى مستوى و من غرائب الصدف بأن تتزامن تحركات أعوان شركة »قانز« في مثل هذه الظروف من السنة الفارطة مع عيد الإضحى وها هم هذه السنة يعتصمون في الليلة الفاصلة بين الجمعة 29 أكتوبر و السبت 30 أكتوبر بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بقابس مطالبين بمستحقاتهم المالية و الإجتماعية لدى الشركة الأم و قد تعهد الأخ الكاتب العام للإتحاد الجهوي بمواصلة التحرك على كل الاصعدة لدي المركزية النقابية والسلط الجهوية و المركزية أيضا باعتبار أن سلطة الإشراف تعهدت في الجلسة الصلحية بالتفقدية العامة للشغل بتونس بتسوية هذا الأمر في اقرب الآجال.