أجمعت خبيرات وناشطات على إدانة «الحكومات الامبريالية» وخاصة الولاياتالمتحدة باعتبارها «زعيمة الرأسمالية الاحتكارية» في العالم، وكذلك العولمة الاقتصادية التي تقوض حقوق المرأة وتضطهد الفقراء. وأعربن عن هذا الموقف في سلسلة من المقابلات التي أجرتها وكالة انتر بريس سيرفس لتقييم نتائج مؤتمر النساء العالمي 2010 الذي عقد في مونتريال في منتصف أوت بمشاركة 300 إمرأة من أكثر من 30 دولة، واعتمد تأسيس حركة نضالية نسائية عالمية للقرن الواحد والعشرين. وشاركت منظمات نسائية معروفة بمناهضة الإمبرالية مثل Movement of Action, Inspiring Service MAIZومنظمة ,Babae -Tagalog for Woman وكلاهما من سان فرانسيسكو في الولاياتالمتحدة، ومنظمات من الدول النامية في آسيا مثل الفلبينية Gabrielaوالشبكة الآسيوية للمرأة الريفية، وشبكة العمل من أجل حقوق الزواج والمهاجرين والتمكين (AMORRE)، ضمن الكثير من غيرها. هذا وتحدثت انتر بريس سيرفس مع عدد من الخبيرات من بينهن الدكتورة أزرا طلعت سعيد مؤسسة «الجذور من أجل المساواة» في جامعة كراتشي، ومونيكا مورهيد من شبكة صحوة المرأة، ومقرها في نيويورك وبوسطن، وإني ليتساري انداياني رئيسة التحالف الدولي من أجل المهاجرين، وماري بوتيا من الفريق التنسيقي للمؤتمر. فأجمعن على إدانة «الحكومات الإمبريالية» والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص باعتبارها زعيمة «الرأسمالية الاحتكارية» وشددن على أن العولمة الاقتصادية، حسبما تمارس حاليا، إنما تعوق حقوق المرأة وتضطهد الأفراد المنغمسين بالفعل في مستنقع الفقر. وأفادت أزرا طلعت سعيد، مؤسسة منظمة الجذور من أجل المساواة، أن المؤتمر اعتمد تأسيس هذه الحركة التي أصبحت تُسمَّى تحالف النساء العالمي وتعتزم عقد أول اجتماع لجمعيتها العامة في العام المقبل. وقالت إن الزخم الأكبر سوف يأتي من المنظمات الشعبية النسائية والنساء اللاّئي يُواصلن الكفاح من أجل المساواة في العالم الثالث، «أقول العالم الثالث لأني لا أتفق مع التسميات الغربية لدوله ك «بلدان نامية»، هذه البلدان هي العالم الثالث. وأشارت إلى مثال منظمتها التي تمثل شبكة من المنظمات المعنية بالقانون والتنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويعمل فيها كل من الرجال والنساء. وبسؤالها عن صحة ما يتردد من أن تحالف النساء العالمي يربط قضايا المرأة وانتهاك حقوقها ب«الحكومات الامبريالية الرأسمالية»، أجابت مونيكا مورهيد، من شبكة صحوة المرأة ومقرها في نيويورك وبوسطن، مؤكدة أن «هذا صحيح، وشرحت لوكالة انتر بريس سيرفس» أن الحكومات الرأسمالية هي حكومات إمبريالية تقوض حقوق المرأة .الحكومات الامبريالية لم تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة للمرأة .الولاياتالمتحدة لم تقدم أي شيء من أجل المرأة، فقد أتت معظم المكاسب التي جنتها المرأة نتيجة للأنشطة والجهود التي بذلتها النساء. وأكدت أن «هذا التحالف يجب أن يكون عالميا لأن هناك الكثير من العنف الذي تقاسي منه المرأة جرّاء الرأسمالية والأزمة الاقتصادية الأخيرة تجتاح العالم بأسره .والولاياتالمتحدة هي دولة إمبريالية تمارس الاستغلال البشع ما الذي تقدمه في المقابل للبلدان النامية ...حيث الاستغلالُ مُتفشٍّ على أي حال. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تعاني الآن وهناك 30 مليون شخصا لا يعملون أو يعملون دون المستوى .كذلك فقد تجمع 30 ألف شخص للمناداة بسكن سعرهُ في متناول اليد .لكن المرأة هي الأكثر معاناة. وبسؤالها عن القضايا الرئيسية المزمع طرحها على اجتماع الجمعية العامة لتحالف النساء العالمي في ,2011 قالت أزرا طلعت سعيد إن «الجوع قضية كبيرة جدا». وأفادت أن هناك مشكلة نقص في الغذاء خاصة بالنسبة إلى المرأة في باكستان .هذا هو نتيجة كون المرأة أول من يطْهُو الطعام وآخر من يتناوله .المرأة تشكل أكبر نسبة من الجائعين .كما جاءت الخصخصة بتداعيات رهيبة على المواد الغذائية .النساء والفتيات يعانين من الجوع أكثر فأكثر إلى يومنا هذا. ثم أشارت إلى «المسألة الكبيرة الثانية» ألا وهي وضع المرأة في مناطق النزاعات حيث تجري عمليات ميدانية في دول كأفغانستان والعراق وباكستان .والقضية المهمّة الثالثة هي حقوق العمال، والرابعة معدل البطالة المرتفع للغاية. لقد أفادت الأممالمتحدة إن أكبر عدد من العاطلين هم من الشبان .ثم هناك قضية حقوق العمال واستغلال النساء، اللائي لا يتقاضين خمسة سنتات عن يوم عمل كامل! وفي المقابل، نراهم يمنحون القروض لتمويل مشاريع صغيرة بأسعار فائدة مرتفعة جدا. وبدورها، أفادت إني ليتساري انداياني، رئيسة التحالف الدول من أجل المهاجرين، وكالة انتر بريس سيرفس أن معظم المشاركات في المؤتمر هن ضحية الاستغلال وبالتالي سيتم التركيز أيضا على قضية الإستغلال. لقد اقترحت منظمة العمل الدولية في اجتماعها في يونيو من هذا العام، مشروع اتفاقية عمل تخص عاملات الخدمة المنزلية .نحن في حاجة إلى مواصلة الجهود لحمل الحكومات على اتخاذ معايير دولية في هذا الاتجاه، وهو ما وافقت عليه غالبية البلدان. وأشارت الخبيرة إلى قرار اجتماع منظمة العمل الدولية الأخير بإعداد مشروع اتفاقية جديد لمناقشته أثناء اجتماعها في العام المقبل بهذا سوف تستفيد عاملات الخدمة المنزلية أخيرا، بشكل منصف، من الاقتصاد الاجتماعي العالمي. هذا وفيما شاطرت ماري بوتيا، عضوة الفريق التنسيقي للمؤتمر، الآراء المذكورة آنفا، أجابت عن سؤال لوكالة انتر بريس سيرفس عما إذا كانت وفود من الاتحاد الأوروبي قد شاركت في أعماله، قائلة إن عدد المشاركين تجاوز 300 ، من بينهم مندوبون من ألمانيا والنرويج على سبيل المثال. وتوقعاتها بتأثير رسالة المؤتمر على رئيس الفلبين بينيغو أكينو الثالث لصالح 43 سجينة في الفلبين، قالت إنه تم اعتقال تلك النساء العاملات في خدمات الرعاية الصحية في فيفري هذا العام، وإن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتلقى فيها الرئيس الفليبيني رسائل من هذا النوع وسنمارس المزيد من الضغوط عليه.