في الذكرى الحادية والعشرين لتأسيس الاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي انتظمت ندوة بمقر الاتحاد حضرها عدد من ممثلي المنظمات النقابية في الأقطار المغاربية واطارات الاتحاد العام التونسي للشغل مركزيا وجهويا يتقدمهم الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العبري الذي ألقى كلمة حلّل فيها بالخصوص مقتضيات المرحلة مغاربيا وضرورة استئناف المسار المغاربي المعطّل، معلنا ان المؤتمر القادم للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي سنة 2011 سيكون مناسبة لتوجيه نداء ملح وعاجل إلى الحكومات المغاربية لتتحمّل مسؤولياتها، كما حلّل الاخ عبد السلام جراد مستلزمات تطوير هياكل الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وتفعيل أدائه حتى لا يبقى مقتصرا على الندوات والبيانات، وقد أسهب الاخ جراد في هذه النقاط، بصراحة لافتة تفاعل معها الحضور وكنا قد نشرنا فحوى هذه الكلمة في العدد السابق. واكتست ندوة الذكرى الحادية والعشرين بُعدا واضحا في ربط الحاضر بالماضي والمستقبل من خلال عنوان الندوة في حد ذاته »التاريخ والمستقبل«، وأقيم بالمناسبة معرض وثائقي اشتمل على صور ووثائق تاريخية نادرة، كما دعي ضمن المحاضرين الاستاذ خالد عبيد وتمحورت محاضرته حول الذاكرة الوطنية بكل أبعادها ومكوّناتها وخاصة الذاكرة النقابية. وألقى الاستاذ رضا التليلي من جهته محاضرة استعرض فيها المراحل التأسيسية للوحدة النقابية المغاربية، في حين ركز الاستاذ الهاشمي الطرودي محاضرته على مقتضيات التكامل الاقتصادي انطلاقا من أن كلفة اللا مغرب عربي أصبحت باهظة لا تحتمل. وحيّا الاخ محمد الطرابلسي باسم المنظمة العربية للشغل الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الذي قال عنه بالخصوص انه من الهياكل الاقليمية التي أصبح لها وزنها واعتبارها. ونقل ممثل الاتحاد المغربي للشغل الاخ محمد الفايدي تحيات النقابيين والشغالين في القطر المغربي الشقيق وانخراطهم الكامل في النضالات النقابية المغاربية المشتركة من أجل مغرب عربي بلا حدود. ونقل الأخ بومدين عن الاتحاد الموريتاني للشغل بدوره تحيات الشغالين والنقابيين في القطر الموريتاني الشقيق وإيمانهم الراسخ العميق بوحدة الحاضر والمصير. وفي مداخلات المشاركين ومناقشتهم للمحاضرات التي القيت جاء: إنّ عمر الفكرة المغاربية يفوق عمر فكرة الاتحاد الأوروبي الذي تمكّن من بناء مؤسساته الوحدوية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ولسائل أن يتساءل لماذا نجحت أوروبا ولماذا أخفقت الدول المغاربية. وهذا التساؤل يشكّل اليوم محور المأساة المغاربية، ومن المفارقات أن التاريخ يبدو وكأنّه اتخذ منعرجا معاكسا للمنعرج الذي أراده جيل الرواد. وتزداد مرارة التساؤل والحيرة عندما يصدمنا الواقع الراهن بتحدياته وتشعباته ويفرض علينا منطق العصر التفكير بلغة المصالح المشتركة بصرف النظر عن الروابط التاريخية. إن شبابنا في حاجة الى مشروع تنموي وحضاري يحميه من التهميش والشعور بالاحباط وهذا المشروع هو الاندماج والتكامل بين الاقطار المغاربية ولا حلّ غيرذلك وهو ما يفرض على المجتمع المدني المثابرة على استحثاث الهمم والتحسيس بحتميّة السير في الاتجاه الصحيح.