منذ أن وطئت قدماي الأرض الايطالية، قبل عشرين عاما حرصت حرصًا شديدًا على الحفاظ على عاداتي وتقاليدي التونسية والتشبث بهويتي العربية، رغم اشياء كثيرة منها بالخصوص زواجي من إيطالية من عائلة عريقة، فلا »البيتزا النابوليتانيّة« أغرتني ولا »الباستا الفورنو«أعجبتني بل كنت لا أتناول سوى الاكلات التونسية التي أطبخها بنفسي (قبل الزواج). أما بعد زواجي وانجابي لثلاثة أطفال فقد تغيّر كل شيء وتقلصت بعض العادات بل انني اصبحت اشارك زوجتي وأبنائي واصهاري واقارب زوجتي، احتفالاتهم بأعيادهم ولامفرّ لي من ذلك.. كيف لا وزوجتي تحترمني وتحترم عاداتي وتقاليدي ولكنها لا تستغني عن عاداتها هي ايضا وتقاليدها وكذلك ابنائي الذين يواصلون تعليمهم بالمدارس الايطالية ويلعبون في الشارع مع جيرانهم الايطاليين ويجتمعون بأبناء خالاتهم وأخوالهم بمناسبة عطلة نهاية الاسبوع، فهل يمكن لي حرمانهم من الاحتفال بأعيادهم؟ أم انني انسحب واتركهم لوحدهم والله وحده أعلم بردود فعلهم وتساؤلاتهم وتأويلاتهم هم وأفراد عائلة زوجتي؟ هذه السنة وككل سنة ومنذ أن تزوجت وانجبت أطفالا شاركتهم الاحتفال بعيد ميلاد المسيح اقتنيت كل شيء بما في ذلك شجرة »نوّال« بفوانيسها الملوّنة وأقبل علينا »بابا نوال« بلحيته المكثفة ولباسه الابيض والاحمر المعروف ليقدم الهدايا لابنائي في ساعة متأخرة من الليل كان ذلك ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر لنستعد لاستقبال العام الجديد 2011 وذلك ببيت اصهاري الذي اجتمع فيه كل أفراد العائلة ولكن ذلك لم يمنعني من اعداد بعض الأكلات التونسية التي لا غنى عنها وأعجبت كثيرا افراد عائلة زوجتي التي أصبحت تتقنها وتساعدني على اعدادها.