لم يحلم إطلاقا بما أنجزه »الشعب« وكان طول حياته بوقا لدعاية الطاغية. كان يصفق إلى حدّ الإلحاح... دميت يداه من التصفيق إلى آخر ليلة من حياة الديكتاتور... ليس عجبا أن يكون فجر الهروب، قد صلّى ركعتين وسبّح بحمد الحزب الواحد... واستغفر من زعيم البلاد وركع أمام وزارة الداخلية قبل أن يحمل قلمه الجاف قليل الحياء ويبدأ في تحبير افتتاحية المناسبة. ثانيهم: مدير عام... شرب من زمبيل القوادة حتى التخمة والارتواء... ارتقى في السلّم الاداري في سنوات قليلة لاَبسًا رداء الشعبة المهنية كريهة الرائحة.. قمع الموظفين باسم رئيس الدولة... سرق أموالهم وموّل بها الحزب الذي لا يملك تأشيرة العمل القانوني إلى حدّ الآن... ثالثهم: وطن تصوّرناه أسير المحبسين... شعب حسبناه بطيء الفهم فقام كالمارد ليبول على أعتى ديكتاتور في العالم... ويجعلنا نمارس عشقنا الفوضوي حلو المذاق بعد مرارة 55 سنة استغلالاً.