هذا صوت العمل يدوى من جديد معبّرا عن حيوية الطبقة الشغيلة التونسية وعلى استعدادها لمواصلة الكفاح التحريري الجبّار ومضاعفته يبرز صوت العمل للمشاركة في احياء الذكرى الخالدة للثورة الاجتماعية الكبرى التي انقلب بها نظام العالم وأخرجت الشعوب من حالة العبودية إلى الحياة الحرّة. فالشعب التونسي اليوم قد بلغ درجة من الرشد ومن الوعي يؤهلانه لاسترجاع عزّته القومية التي ستقام على دعائم العدل الاجتماعي والمبادئ الديمقراطية الحقة. وفي مقدّمة هذا الشعب المكافح تقف الطبقة الشغيلة على اختلاف أصنافها ونشاطها الصناعي وعناصرها العاملة باليد والفكر تقف تلك الطبقة الشغيلة رافعة لواء الجهاد المستميت مضحية في سبيل تحرير بلادها من براثن الاستعمار الممقوت ومن سياسة الاستثمار البغيضة هذه جنود الاتحاد تتأهّب في روعة وجلال وفي قوّة وعظمة للتظاهر بالمدن الكبرى والقرى والمراكز الشغيلة من فلاحة ومناجم وغيرها من النواحي التي تغلغلت فيها الروح النقابية الحيّة فأخرجتها من سباتها وبعثت فيها الأمل من جديد ونفخت فيها من صميم نهضتها فكان الانعاش وكان التقدّم وكان اليقين بالفوز والنصر. وفي احتفالات عيد الشغل الرائع ستصدع الطبقة العاملة بارادتها الفولاذية لمتابعة الجهاد المقدس ذلك الجهاد الذي تعدّدت أثناءه الضحايا خدمة لقضيّة الجميع. وفي نفس اليوم تبرز بصفة جلية قوّة الاتحاد في نظامها ووحدتها وانقيادها وهياكلها المنسقة تلك القوّة التي تعبّر لا محالة عمّا وصلت إليه منظمتنا الكبرى الاتحاد العام التونسي للشغل من نضج قد تجسّم في جلسات المؤتمر الوطني الرابع الأخير وكانت مشفوعة بالانتصار الباهر الذي توّج الانتخابات الأخيرة للمجالس التحكيمية وبرودوم. وهاته القوّة المنظمة هي التي تفرض على الخصوم كلّهم احترامها سواء كانوا في صف الرأسماليين المتعنّتين أم كانوا من أقطاب الرجعيّة الاستعمارية أم اندسوا في زاوية الدجالين الذين لم يبق لهم الاّ العويل والبكاء لما أصبحوا عليه من الافلاس في التفكير ومن فساد الرأي في التدبير حتى انفض من حولهم كلّ ذي احساس وشعور فهاكم عيدكم أيّها الشغالون فاحتفلوا به احتفالا هو به جدير وضاعفوا جهادكم وعزّزوا صفوفكم وجِدُّوا في السير الحثيث فإنّ ضحايا الثورة الاجتماعية ينظرون إلى ما أنتم صانعون فقد اعتدى عليكم الخصم وأراد محقكم واستولى على حظوظ بلادكم سخر خيراتها وثرواتها وانتاجها لفائدته الخاصة ودعّم امتيازاته المشينة واستحوذ على الادارة التونسية وشرد أطفالكم وسلّط عليكم سياسة التفقير والجوع وكاد يقضي على معنوياتكم تارة باستعمال النار والحديد وتارة بأساليب المراوغة والتدجيل وتارة أخرى بالتهديد والوعيد. فكلكم عملة وموظفون جنود في خدمة قضيتكم وعليكم أن تحاسبوا الحكومة حسابا عسيرا وغرّة ماي لهي من المناسبات التي تبعث فيها الحياة من جديد ونحن قد أردناها حياة كريمة فلابد أن يستجيب القدر.