جماهير غفيرة توافدت على قصر المؤتمرات بالعاصمة مساء السبت 12 فيفري، وقد تراوحت التقديرات بين 8 آلاف و10 آلاف شخص حضروا من أنصار الجبهة، وعموم المواطنين المساندين للثورة، من مختلف أحياء تونس الكبرى وجهات البلاد المختلفة، لقد كان مهرجانا شعبيّا حاشدًا قلما شهدت له العاصمة مثيلاً من قبل. ❊ لا للارتداء، نعم لمواصلة الثورة قاعة قصر المؤتمرات لم تكف لاستيعاب من توافدوا لذلك رابط أغلبهم بالخارج على امتداد المداخل وحرصوا على متابعة الحدث لأكثر من أربع ساعات، أمّا داخل القاعة فقد توزّعت فرق التنظيم المؤلفة من فصائل الجبهة والتي أجهدت نفسها في تأطير التجمّع رغم صعوبة المهمّة. وقد رفعت في القاعة شعارات الجبهة المطالبة بمواصلة الثورة، ورفض الحكومة، والمطالبة بمؤتمر لحماية الثورة وبمجلس تأسيسي والتأكيد على مشروعيّة المطالب السياسية والاجتماعية للشعب علما أنّ أغلب الشعارات قد ثبتت في لافتات عبر أرجاء القاعة. ❊ فقرات متنوعة الاجتماع ترأسته السيدة نعيمة الهمّامي عضوة المكتب التنفيذي للنقابة العامة للتعليم الثانوي والناشطة النسائية والسياسية المعروفة، ويبدو أنّ الجبهة أرادت أن تعطي رسالة قويّة في اتجاه التأكيد على الطابع التقدّمي وعلى محور المساواة باسنادها الرئاسة إلى امرأة وقد وقع الحرص على المراوحة بين الفقرات الموسيقيّة والشعر والمداخلات السياسية لرموز الجبهة. وأبدى الجمهور تفاعلاً راقيًا مع قصائد الشاعر بوراوي بعرون التي تغنّت بالثّورة وسبرت أغوارها، وقصائد الصغير أولاد حمد الذي ذكّر بحبّ البلاد الشّهير ومع كلّ الشعراء الآخرين. كما كان التجاوب كبيرا مع الموسيقى والغناء الملتزم الذي قدّمه الثنائي عادل بوعلاق من فرقة أجراس وفوزية الهمّامي من فرقة العودة، وقد ردّد الجمهور والشباب خاصّة الأغاني الثوريّة ورقصوا على ايقاعها الأمر الذي أضفى أجواء احتفاليّة متميّزة على الحدث. ❊ الثورة والسياسة الثوريّة وتتالى على أخذ الكلمة رموز الجبهة الذين قُوطعوا مرارًا بشعارات تؤكد على الصمود وتدعو إلى مواصلة النضال ضدّ بقايا المستبدين والفاسدين، وتندّد بالقوى الرجعية والامبريالية والصهيونية وتخلّل النشيد الوطني بعض المداخلات. ودارت أغلب المداخلات حول تأكيد الوفاء للشهداء والاعتراف بالفضل للجماهير الشبابيّة والكادحة في الجهات على تضحياتها، واعلان الحرص على مواصلة طريق الثورة حتى اجتثاث الدكتاتوريّة وتفكيك منظوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وندّد المتدخلون بجرائم فلولها على المستوى السياسي والأمني والاقتصادي والاعلامي. وأكّد المتكلّمون على رفضهم للحكومة وشعبهم لبعث مؤتمر لحماية الثورة، ومساندتهم للمطالب السياسية والنضالات الاجتماعية للطبقة العاملة وجماهير الكادحين لتحقيق الحريّة والعدالة الاجتماعية. وقد أكّدت المداخلات على ضرورة النّظم في اطار لجان حماية الثورة ولجان هيكلة الجبهة عبر مختلف الجهات كما وقع التأكيد على وحدة الصف ووحدة المصير بين الثورتين التونسية واالمصرية في إطار النضال الثوري التحرّري العربي الموحّد وفي اطار النضال الثوري الأممي ضدّ الامبريالية. ❊ هوامش ❊ لُوحظ حضور مكثّف لوسائل الاعلام المحليّة والعالميّة المكتوبة والمرئية ولكن الغريب أن أهمّ الصحف التونسيّة الحاضرة وكذلك التلفزة قد عتمت على الحدث، عديد الملاحظين تحدّثوا عن عودة »الرقابة الذاتيّة« إلى صحافتنا الغراء. ❊ أغلب جمهور الجبهة كان من الشباب والعمّال ومن الجنسين نساءً ورجالاً، حقّا إنّه جمهور من ذهب. ❊ لجان التنظيم والحماية حرصت قبل مغادرة القاعة على ترتيب كلّ أرجاء المكان وتجميع الكراسي وتنظيف البقايا، المئات من الفتيات والشبّان ساهموا بحماس في هذا العمل الذي أنجز في وقت سريع، ما أروع شباب تونس! ❊ العديد من شباب الجهات التي ساهمت مساهمة أساسيّة في الثورة كان فاعلاً أثناء التجمّع ومتحمّسا للتعبير عن مواقفه بمختلف الأشكال وهو ما جعل رئاسة الاجتماع تؤكد على التقدير الخاص لشباب الثورة وللجهات المناضلة التي ضحّت بأعزّ ما لديها لتحقيق النصر. ❊ من أبرز الشعارات التي تردّدت شعار: ثورة ثورة حتّى النصر من تونس حتّى لمصر.