علي ايقاعات الربيع العربي المضمخ بكثير من الدماء من صنعاء الى منزل بوزيان ومن بورسعيد الى تالة ومن حمص الى سبها أحيا العرب ذكرى اغتصاب الارض ومن بينهم ابناء الوطن التي احتفت بهذه الذكرى في سائر ارجائها ومنها قفصةوالمنستيروالقصرين التي واكبنا فعالياتها بمناسبة هذه الذكرى... هناك وفي الجهات الثلاث اختلفت التعابير وكان الهدف واحد وهو نصرة الارض التي هي من نصرة العرض.. ففي قفصة حفلت الساحات المتاخمة لمقرّ الاتحاد الجهوي للشغل بشتى الشعارات المساندة للقضية والداعمة للشعب الفلسطيني الجريح المضروب في عمقه التاريخي والعروبي والاسلامي... هناك انتظم معرض وثائقي على امتداد يوم الجمعة الماضي 30 مارس وسط سيل من الاغاني الوطنية والاناشيد الفلسطينية هدأ صوتها عندما انخرط الجميع في الاصغاء إلى مداخلة الاستاذ عبد اللطيف الحناشي التي كانت تحت عنوان «حدود انعكاس الثورات العربية على القضية الفلسطينية» وشفعت بنقاش جادّ شفع هو الآخر بقصائد ذات نفس ملحمي أمّنها الشاعر علي زمور.. هذا وقد تمّ اثراء الاحتفالية في الجهة بدخول حزب العمال الشيوعي على الخط حيث أدلى السيد عمار عمروسية وصحبه بدلوه للمساهمة في احياء هذه الذكرى بدعوة من ممثل الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين الاستاذ اسماعيل الجنيدي الذي بارك جهود وانشطة ونضالات الطلائع الفكرية والسياسية الوطنية المشهود لها تاريخيا بنصرتها للقضايا العادلة عبر العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. كما تمّ اثراء التظاهرة بمراوحة موسيقية امنتها فرقة البحث الموسيقي بقابس التي لاقت نجاحا لافتا... تعبئة هذا المنحى كان هو ذاته في المنستير التي عرفت تظاهرتين ناحتين الاولى كانت بمقرالاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وحضرتها جموع غفيرة من النقابيين وفي مقدمتهم اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وباقي الهياكل المحلية والجهوية وكذلك جموع غفيرة من المواطنين الذين جلبتهم الايقاعات الملتزمة لفيروز ومارسال خليفة وغيرهما وكذلك المداخلات والمساهمات المختلفة التي اثرت المشهد وانارت بعض زوايا التاريخ التي تمّ غمطها من قبل بني صهيون والسائرين في ركابهم من اعراب ذوي العقول الخسيسة والضمائر الميتة والبطون المتدحرجة المنتفخة نارا ودُولارا... ومن بين الضيوف الذين جمعوا وأوْعوا وأفادوا وأضافوا الناشط والكاتب والباحث الفلسطيني عابد الذريعي والسيد احمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع من الصهيونيّة خلال مداخلتين رئيسيّين. وفي ذات السياق وبنفس الضيوف اعاد النقابيون اللقاء في ضيافة الاتحاد المحلي للشغل بصيادة والذي اضافوا على نشاط الاتحاد الجهوي وبدعم منه محاضرتين الاولى للكاتب والدكتور والناشط السياسي احمد المناعي وكذلك اضافة فنية تتمثل في شريط Gazastrophe. القصرين.. هناك غمرت الموسيقي التعبوية الارجاء المحاذية لمقر الاتحاد الجهوي مما ساهم في جلب اهتامام بعض المواطنين الذين لم يكونوا بالاعداد التي اشرنا اليها ورأيناها في قفصةوالمنستير ويعود ذلك حسب الأخ محمد الصغير السائحي الى تزامن التظاهرة مع عشية العودة المدرسية بعد عطلة الربيع وكذلك لتواجد جلّ اعضاء المكتب التنفيذي في مهمات نقابية خارج حدود الولاية. قلب واحد في القصرين كما قفصةوالمنستير ونابل وبنزرت ومدنين وسائر مدن الوطن كان رجال الاتحاد على قلب رجل واحد ملتزمين بثوابت المنظمة وقناعاتها القوْمية بخصوص دعم المقاومة ورفض الاحتلال والتصدّي لكافة مظاهر التطبيع مع العدو الصهيوني خاصة في مثل هذه الذكرى () وفي مثل هذا الموسم موسم الثورات العربية ضد الواقع الاجتماعي والانتفاضات الشعبية لخلْخلة البعض من الأنظمة المعروفة بخضوعها للاملاءات الامبريالية ومُهادنتها للكيان الصهيوني وحقدها على المقاومة هذا الموقف وغيره شاهدناه بمرأى العين في بعض الجهات مما ينبئ بأن الالتففاف حاصل حول القضية مما يدعم الدعوة الى مزيد رصّ الصفوف من أجل استكمال المسار الثوري الذي تعرفه المنطقة والدفع باتجاه المساندة المطلقة لحركة التحرر العربية وقضيتها الام والمركزيّة الا وهي تحرير فلسطيني من أجل ترسيخ مبدإ مفاده ان المقاومة هي الطريق الوحيد للتصدي لطبيعة هذا الكيان العدوانية بل لهذا الكيان أصلا باعتبار ان المسألة ومنذ زمن بعيد تتعلق بصراع وجود.