الجريمة ظاهرة تقع في كلّ مكان من العالم حيث يوجد الانسان، تقع في قصور الرؤساء، في الوزارات، محاضر الشرطة وفي قصور العدالة والمعاهد، إلاّ أنّ الانسان العادي لا يتفطّن لها، لأنّها غالبًا ما ترتكب خفية، فلا جريمة دون تجريم، إذ يعتبرها القانون جريمة أو لا جريمة، فالسرقة مثلا فعل يجرّمه القانون، والسرقة من أجل سدّ رمق الجوع، لا يعتبر جريمة، لأنّ هذا الفعل قام به صاحبه تحت ضغط الضرورة (وهي الجوع) هذا الفعل يعتبر جريمة في تونس لأنّ المشرّع يعمل مع عصابة لا ترحم، تسجن من يسرق رغيف خبز وتتغاضى عن مرتكب أعتى الجرائم وأفدحها! أمّا عن الضرورة! فليس لها قوانين، وكما يقال: الضرورات تبيح المحظورات (الغاصْ اعدّي بالخمرة) - La fin justifie les moyens. - The end justifies the means. - Necessity knows no law. كان عمر بن الخطاب أوّل من تغاضى عن النص حول السرقة أيّام المجاعة عندما سرق الفقراء الأغنياء، وبذلك يكون أوّل من أحدث قانون الضرورة! للجريمة ركنان: التّخطيط والتنفيذ وهي ظاهرة طبيعيّة كغليان الماء... وكفعل، يكون فيه المرء جانيا أو مجنيّا عليه. أردت بهذه المقدمة البسيطة حول الجريمة، أن أتطرّق إلى جرائم كثيرة وقعت في عهد بورڤيبة (خادم فرنسا المطيع) ومن بعده الأميّ بن علي الذي ارتكب جرائم جنائية في حق الشعب الأبي مستعينًا بأعوان الشرطة الجهلة وعديمي الضمير وبعض التجمّعيين فاقدي الكرامة وبأوغاد نهبوا وأفسدوا واعتدوا على الحرمات... لذلك أطالب كلّ أصحاب الضمائر والأحرار في كلّ ولاية تونس، أن يكتبوا لجريدة »الشعب« عن كلّ الجرائم التي وقعت في مدنهم وقُراهم ذاكرين مرتكبها، شرطيا أو تجمّعيا أو قاضيًا مهما كان ودون تردّد أو خوف هذا ما رأيته أنا عبد العزيز عبدولي من جرائم في سيدي بوزيد: لقد رأيت بأمّي عيني جرائم عديدة ترتكب في حق الفلاّحين والفقراء والمساكين: 1) بعض أعوان »الأمن« »يمكّسون« على الفلاح (المنتج الحقيقي). 2) يهرّبون الخمور من الولاية إلى المعتمديات. 3) يزيّفون القضايا (الظالم يصبح مظلوما). 4) حماية دور الدعارة والتمعّش من الخناء. 5) يفتكّون قوارير الخمور من شاريها ويبيعونها... 6) التجمّعيون يرتشون ويعتدون على الحرمات... 7) الكتاب بالحالة المدنية يمنحون المضمون لطالبه بدينارين وثمنه 150م، وفيهم من اشترى مرسادس Mercedes . 8) الهبّاط يذلّ الفلاح ويفتك محصوله ويشتريه بأبخس الأثمان ثمّ يروّجه بأسعار مشطّة، فنتضرّر نحن المستهلكون... فكيف سنقاوم هذه الجرائم المنظمة؟؟