دعت الهيئة السياسية ل عقدتها يوم 23 مارس الجاري بأحد النزل بالعاصمة الى تأجيل موعد انتخابات المجلس التأسيسي المقرر تنظيمها يوم 24 جويلية القادم، وابعادها عن موعد الامتحانات وتمكين الشعب ومختلف القوى السياسية من الاستعداد الجيد لها من أجل اعداد المناخ السياسي الجيد لإجراءها على حد تعبير الهيئة. وشددت الهيئة السياسية على ضرورة تطهير الادارة والقضاء والاعلام وحلّ فعلي لجهاز البوليس السياسي وسنّ قانون انتخابي وحسم مسألة تمويل الانتخابات لضمان الشفافية والانصاف بين مختلف المشاركين وسد الباب أمام إفسادها بالارشاء. هذا برنامجنا الهيئة السياسية وأمام حضور كثيف جدا شهدته الندوة الصحافية، استعرضت تاريخ تأسيس حزب العمال ومراحل تطوره ومختلف مواقفه على امتداد 25 سنة، وقال اعضاء الهيئة أن الحزب ترجم نضاله من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية في برنامج سياسي وممارسة نضالية وصاغه في شعار »الثورة الديمقراطية الوطنية والشعبية« كما ذكّرت الهيئة بمسلسل الاعتقالات والتعذيب والسرية الذي ارتبط بمناضلي الحزب ومناضلاته في عهد بورقيبة وبن علي الى حد تقديم شهيد تم اغتياله وهو نبيل بركاتي. واعتبرت الهيئة السياسية ان الثورة في تونس مازالت في نصف الطريق وان عديد الجهات التي سمتها »رجعية« تتربص بها وتعمل على إجهاضها بدعم من الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا اللتين تريدان حصر الثورة في مجرد »إصلاح النظام القديم دون المساس بأسسه وبقاعدته الاقتصادية والاجتماعية«، فهذه القوى حسب هيئة حزب العمال مازالت متغلغلة في مختلف الاجهزة والمؤسسات وارتكبت كذلك اعتداءات وبثت الفوضى وخرّبت وحاولت اثارة النعرات الجهوية والقبلية والعقائدية وبث الخوف والرعب. هذا ورفضت الهيئة عملية تعيين المعتمدين الاخيرة وتعيين »هيئة حماية أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي« باعتبارها تأسست دون التشاور وأقصت عديد القوى التي شاركت في الثورة الى جانب الجهات والشباب. الهيئة أكدت ايضا ضرورة اتخاذ اجراءات اقتصادية واجتماعية عاجلة لفائدة الشعب وخصوصا المعطّلين عن العمل والجهات المهمشة ودعت الى إلغاء الديون التي اقترضتها الدكتاتورية وتصرف قيمتها للنهوض بأوضاع الشعب فضلا عن تأميم وسائل الانتاج الاستراتيجية، كما أبرزت موقف حزب العمال الداعي الى فصل الدين عن الدولة ونضاله من اجل اللائكية وحرية المعتقد ومن اجل سن دستور جديد على أنقاض القديم وتأسيس نظام برلماني يؤسس لجمهورية ديمقراطية شعبية.