الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    نابل.. وفاة طالب غرقا    مدنين: انطلاق نشاط شركتين اهليتين ستوفران اكثر من 100 موطن شغل    كاس امم افريقيا تحت 20 عاما: المنتخب ينهزم امام نظيره النيجيري    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    منتخب أقل من 20 سنة: تونس تواجه نيجيريا في مستهل مشوارها بكأس أمم إفريقيا    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عيد الشغل.. مجلس نواب الشعب يؤكد "ما توليه تونس من أهمية للطبقة الشغيلة وللعمل"..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    كأس أمم افريقيا لكرة لقدم تحت 20 عاما: فوز سيراليون وجنوب إفريقيا على مصر وتنزانيا    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    ترامب يرد على "السؤال الأصعب" ويعد ب"انتصارات اقتصادية ضخمة"    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    كرة اليد: الافريقي ينهي البطولة في المركز الثالث    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    عاجل/ اندلاع حريق ضخم بجبال القدس وحكومة الاحتلال تستنجد    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نعم لم يكن هدفنا اسقاط نظام بن علي
الأخ عبيد البريكي في منتدى ثورة الكرامة والديمقراطية بمؤسسة التّميمي: الاتحاد لم يكن موافقًا على كلّ التحرّكات المطلبيّة
نشر في الشعب يوم 02 - 04 - 2011

... أسئلة كثيرة طرحت في منتدى ثورة الكرامة والديمقراطية بمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات والتي يديرها المؤرخ عبد الجليل التميمي حول تدخل الاتحاد العام التونسي للشغل قبل الثورة وبعدها في المشهد السياسي التونسي، وإذا كانت هذه الأسئلة ضروريّة خاصّة في الظرف الراهن بما كان يشوبها من غموض وتوظيف لغايات غير بريئة إن لم نقل أي شيء آخر (؟)
فإنّ الأخ عبيد البريكي بدّد كلّ »الاشارات المبهمة« حين اعترف بكون الاتحاد العام التونسي للشغل ومنذ تأسيسه وعلى امتداد سنوات تاريخه النضالي كان في »قلب المشهد السياسي«، إذ لا يمكن الفصل بين نضالات من قاوموا المستعمر وبين من تداولوا على مسؤولية ادارة وحفظ الذاكرة الوطنية من كلّ تلاشٍ وكذلك بين الدفاع عن الحريات الوطنية والنقابية وضمان الاستقلالية في 1965 و78 و85 وكذلك في »تولّي بن علي للسلطة« سنة 1987 رغم انّ الاتحاد كان من المؤيدين للتغيير بمعيّة كلّ الناشطين في المشهد السياسي بما أنّ بيان 7 نوفمبر كان تضمّن الكثير من النقاط الهامة مثل »الديمقراطية« والتداول السلمي على السلطة وكذلك كيفية تنظيم انتخابات حرّة ونزيهة لكن كلّ ذلك تمّ »نسيانه والقفز عليه« بمرور الأيّام لذلك كان لابدّ من مواقف للاتحاد ومواقفه تضمنتها بياناته وهي الشاهد الحقيقي على وضوح أهدافنا ونوايانا وزدنا أنّنا رفضنا دخول »مجلس المستشارين« حين تأكدنا أنّ »الطريقة التي اقترحتها الحكومة علينا« تشبه في أبعادها »وضعنا ضمن زمرة المؤيدين لاختياراتها والتي أثبتت »الأحداث على تلاحقها« انّها كانت فاشلة على طول كما رفضنا أكثر من مرّة كلّ محاولات استقطابنا والتدخل في شؤونا من ذلك أنّهم طلبوا منّا ذات مرّة اصدار بيان »نندّد فيه بالخط التحريري لقناة الجزيرة القطرية الاّ أنّنا رفضنا رفضا قطعيا ذلك كما لم نشارك التجمّع في أي مسيرة قام بها على امتداد 23 سنة من حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
❊ نحن مع البرامج والأهداف
... أكّد الأخ عبيد البريكي أنّ أهداف الاتحاد العام التونسي للشغل كانت واضحة جدّا سواء قبل أو بعد 14 جانفي 2011 بما أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل كان يرفض منوال التنمية المعتمد، بما أنّه كان يحمل في الكثير من جوانبه »مؤشرات انفجار« لأنّه كان مبنيا على التفاوت الجهوي والفئوي وقد دعا في أكثر من مرّة بمراجعته ولن أُذيع سرّا إذا قلت انّ فشل البرنامج التنموي ظهر وتجلّى وانكشفت خيوطه سنة 2008 مع اندلاع احداث الحوض المنجمي، أيّامها طالبنا بإعادة النظر في ذلك المنوال وواصلنا نضالنا لذلك كان ذلك التناغم بين الاتحاد والمطالب التي انطلقت منها شرارة الثّورة التي احتضنتها العديد من الاتحادات الجهوية والمحلية وصولا إلى بطحاء محمد علي والتي »برزت فيها الشعارات التي رفعت مثل الشغل استحقاق يا عصابة السرّاق« الأخ عبيد البريكي ذكّر من تناسوا تصاعد الأحداث في تلك الفترة من شهر جانفي 2011 ببيان الهيئة الادارية التي دعت تحديدًا يوم 11 جانفي 2011 بإستصدار قانون العفو التشريعي العام واحداث لجنة لتقصّي الحقائق حول الجرائم المرتكبة في حق المحتجين في المدن والمعتمديات وكذلك تحدّث عن الدعوة لاضرابات عامة بكل من تونس الكبرى والقيروان وصفاقس وجندوبة وهي دعوات حقّقت بعد ذلك أهدافها وذلك بهروب بن علي ولو أنّني أعود لأقول أنّه لم تكن في »أجندتنا مساع لاسقاط بن علي ونظامه وإنّما كانت هنالك »فصائل داخل الاتحاد« كانت تعمل على اسقاطه من خلال اصرارها على تغيير الأوضاع كلّفها ما كلّفها.
الأخ عبيد البريكي أشار كذلك إلى أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل كانت مواقفه واضحة فيما يتعلّق »بملف الخوصصة« وفي التفويت في المؤسسات الكبرى بثمن رخيص مقارنة بثمنها الحقيقي كما أنّ هذه المؤسسات لم تؤد دورها بعد ذلك بما أنّهم أوهمونا بأنّها ستخلق مؤسسات صغرى مشغلة إلاّ أنّ ذلك لم يحدث أمام الشروط التعجيزية التي أوجدوها لبعثها وبالتالي تبيّن لنا أنّهم أفرغوا المؤسسات الكبرى من آلاف العمّال وهنا يحقّ لي القول (الكلام طبعا للأخ عبيد البريكي) أنّني مع ارجاع المؤسسات التي بيعت بطرق مشبوهة للدولة بما أنّ الاتحاد وعبر تاريخه الطويل لا يساند الأشخاص وإنّما هو دائما مع البرامج التي تخدم الشغيلة.
❊ هذا ما طلبه بن علي يوم 13 جانفي
عاد الأخ عبيد البريكي بالذاكرة إلى الوراء ليسترجع شريط الأحداث التي »أسقطت بن علي ونظامه« من ذلك أنّه قال: »أنّنا طلبنا كمكتب تنفيذي من الأخ عبد السلام جراد »طلب مقابلة بن علي وبالتالي وضع حقيقة الاحتجاجات في اطارها فرفض لكن الذي حصل بعد ذلك أنّ بن علي هو الذي طلب يوم 13 جانفي وتحديدًا بعد نجاح »الاضراب العام الذي شهدته مدينة صفاقس« مقابلة الأخ الأمين العام وقد دعاه ليطلب منه »ايقاف الاعتصامات والاضرابات ويومها لامه على الشعارات التي رفعت ضدّ شخصه .
الأخ الأمين العام عبد السلا جراد فاجأه حين قال له »أنّ ذلك غير ممكن بما أنّه ليس مؤهلا لاتخاذ أي قرار بصورة فردية بما أنّ الاضرابات حدّدتها هيئة ادارية وطنية والنتيجة أنّ سقوط بن علي كان يوم 14 جانفي بعد مسيرة ضخمة خرجت من بطحاء محمد علي ليكون الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية وبالتالي اقتنع الرئيس المخلوع أنّه لم يعد له مكان بيننا بما أنّ كلّ الحاضرين طلبوا ذهابه وهو ما حصل في لحظة لا يمكن أن تنساها ذاكرة كلّ التونسيين.
❊ كان لابدّ من القطع مع الماضي
... وعن الذي قيل في شأن موقف الاتحاد من حكومة محمد الغنوشي في نسختيها الأولى والثانية أشار الأخ عبديد البريكي إلى أنّها لم تستجب لطموحات كلّ التونسيين في القطع مع الماضي من ذلك أنّها في الأوّل تضمنت وزراء كانوا عملوا مع بن علي رغم أنّنا وافقنا في البدء على أن نكون من ضمنها وقد قدمنا 3 أسماء للمشاركة فيها رغم عدم علمنا مسبقا بما تضمنته من أسماء وحين تمّ الاعلان عنها سحبنا من اقترحناهم لأنّنا فهمنا أنّ المسألة فيها التفاف على الثورة وانّ هناك ما يشبه »التراجع« أو لنقل عدم احترام ما تمّ الاتفاق فيه لذلك ضغطنا لاسقاطها كما كانت لنا شروطًا في إعادة »تشكيل الحكومة المؤقتة« وكذلك كانت لنا مطالب أساسية تتمثّل في إعادة »النظر في اللجان« وفي ضرورة بعث مجلس لحماية الثورة وإصدار عفو تشريعي عام زائد النظر في بعض الملفات الحياتية الأخرى لكنّنا من خلال نسق عمل الحكومة المؤقتة ومنهجها وتعييناتها للأشخاص في غير أماكنهم عملنا على أن تذهب في حال سبيلها لكن الغريب في الذي حصل أنّ محمد الغنوشي وحين قدم استقالته قال كلاما غريبا وخاصة عن تلك المجموعة الصامتة والتي خرج في أعقابها البعض للحضور في فضاء القبّة بالمنزه وكأنّه أراد بذلك الكلام أن يجد قوّة مضادة للذين اعتصموا بالقصبة (!).
❊ لم أغيّر موقفي ولكنّ...
... وعن سؤال يتعلّق بقبول الاتحاد بالسيد الباجي القائد السبسي ليأخذ مكان الغنوشي على رأس الحكومة المؤقتة اعترف الأخ عبيد البريكي بحقيقة ما حصل وخاصة ذلك الموقف الذي أبداه منه وهو الذي كان لحظتها في استديو احدى التلفزات »في البدء عليّ القول أنّه ليست لي خلافات شخصيّة مع سي الباجي وانّما كان هناك ما يشبه »التحفظ« إذ لم يسبق هذا الاختيار توافق بين كل التونسيين بما أنّ سي الباجي له ماضٍ في وزارة الداخلية وخاصة حين »حارب جماعة آفاق« وضلوعه في تكوين البوليس السياسي لكن موقفنا تغيّر من قرار التعيين حين وافق سي الباجي لما التقى الأخ الأمين العام عبد السلام جراد مُبديًّا موافقته بل حماسه للقطع مع الماضي بما تضمّن من »جزئيات« مع استجابته لبعث المجلس التأسيسي ومجلس حماية الثورة وحلّ التجمّع ومجلس النواب والمستشارين يومها أدركت أنّ الرجل جاد في الذهاب بتونس إلى المرحلة القادمة لذلك بادرت وأنا في التلفزة بمطالبة العمّال بالعودة إلى أعمالهم على أن تتكفّل هياكل الاتحاد بالمطالبة بحقوقهم وكذلك بفتح باب المفاوضات الاجتماعية على مصراعيها لأنني على قناعة أنّ الزيادة في الأجور استثمار في ايجاد شكل من أشكال التنمية الحقيقيّة، بما أنّ الدولة هي المسؤولة عن التشغيل بعيدًا عن منوال التنمية الذي انتهجته بلدان جنوب شرق آسيا لأنّها لم تراع الجانب الاجتماعي بما أنّنا جميعًا نصبو إلى خلق ثرورة حقيقيّة ونسبة نمو متطورة تؤدي إلى التنمية ويبقى رأس مال تحقيق تلك الغاية »هي الديمقراطية« التي تبقى أعمدتها الأساسية اقتسام الثروات بين أبناء الوطن الواحد، على أن لا يُبنى الاقتصاد على التصدير فقط بل لابدّ من دعم القدرة الشرائية للمواطن.
❊ مراكز الثقل والخيارات الجديدة
... وتحدّث الأخ عبيد البريكي عن الهيئة العليا للاصلاح السياسي مبيّنا أنّ الحكومة المؤقتة وفي ظلّ غياب مؤسسات دستورية تراقبها تبقى في حاجة إلى من يراقبها وهنا لابدّ أن ترتقي بعض الأطراف ذات »الثقل المجتمعي« لتراقب الدولة وبالتالي تكون قد حمت الثورة لأنّ الأخطاء وراردة جدّا في كلّ عمل انساني وعن ملف بطالة أصحاب الشهائد العليا بما أنّ الأرقام تفيد أن عددهم بلغ 150 ألف، بيّن الأخ عبيد أنّ الاتحاد مُصّر على بعث صندوق يبقى الهدف الاسمى للمكتب التنفيذي الحالي بما أنّ 9 أسماء من عناصره ستغادر المسؤولية بما أنّ الفصل 10 يمنع البقاء لأكثر من دورتين. وعن سؤال يتعلّق بتعطيل بعض النقابيين لبعض المؤسسات أشار إلى أنّ ما قاله بعضهم كان خاطئا لأنّ من فعلوا ذلك هم من كانت لهم مصالح في تعطيل استئناف المؤسسات وقد قدّمنا قائمات اسمية للمخرّبين سواء في الكاف أو في الڤصرين ومنذ أن فعلنا هدأت الأمور وعادت بالتالي الحياة إلى نسقها العادي إن لم نقل إلى طبيعتها ولو أنّني اعترف أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل لم يكن موافقا على كلّ التحركات الاحتجاجية التي حصلت بعد ثورة 14 جانفي.
❊ أزمة وعي والتزام بالنظام...
... نفى الأخ عبيد البريكي أن يكون الاتحاد العام التونسي للشغل بمواقفه وبوقوفه القوي أمام بعض القرارات والاختيارات سببا في بروز »الجهوية والعروشيّة« التي عادت لتطفو من جديد على سطح الأحداث في بعض الجهات، لكنّه عاد ليعترف أنّ الاتحاد كان دائما مع أن تنال بعض الجهات مثل ڤفصة وسيدي بوزيد والڤصرين وجندوبة والكاف وسليانة حظّها من التنمية الحقيقيّة بما أنّها تعاني غياب اللاتوازن منذ سنوات عديدة.
الأخ عبيد ربط حديثه عن الجهات بالردّ على سؤال يتعلّق بمواقفه من التجارة الموازية فبيّن انّه كان ضدّها على طول في وقت سابق لكنّه عندما زار بن ڤردان ولاحظ أنّ تلك التجارة هي مصدر عيش آلاف العائلات راجع موقفه من المسألة على أهميتها على الجهة ككل ويرى في المقابل أنّ الحلول الحقيقيّة تكمن في خلق مواطن شغل لمن يتواجدون في مشهدها وذلك بالتوازي مع السعي المتواصل لترويج المنتوج الوطني.
وعن النقد الموجّه للاتحاد قال الأخ عبيد البريكي أنّ كل التونسيين تربوا على ثقافة الرأي الواحد، لذلك فهم عادة لا يقبلون النقد حتى وان كان ضروريّا لمزيد التقدّم لكن كلّ هذا لا يعني أنّنا فوق كلّ نقد بل بالعكس فبلادنا بعد 14 جانفي في حاجة إلى أن يتشكّل بداخل كلّ واحد منّا »تصور تقييمي ضمن الوعي بطبيعة الدور الموكول لكل أطياف المجتمع مع إلتزام الجميع بنظام عمل يدفعنا إلى الامام لا أن يعيدنا إلى الوراء. الأخ عبيد البريكي توقّف كذلك أمام من طالبوا بإقالة المكتب التنفيذي الحالي والاسراع بعقد المؤتمر الانتخابي ليؤكد أنّ الاتحاد مستعد للحساب والمحاسبة لكن الذي نسيه البعض أنّ الشفافية الموجودة في صلب الاتحاد غير موجودة في هياكل أخرى إذ أنّ المؤتمر العام كما ينتخب القيادة فإنّه ينتخب كذلك لجنة المراقبة المالية عبر ما يفرزه الصندوق من أسماء كما أنّ في صلب الاتحاد يوجد مراقب حسابات، لكنّ كلّ هذا لا ينفي أنّ الاتحاد مستعد لأيّة محاسبة وفي أي وقت، كما أنّ المؤتمر القادم والذي سيجرى في موعده سيكون آلية حساب ومن أخطأ فإنّه حتمًآ سيتحمّل مسؤولية ما ارتكب من أخطاء.
❊ لست ضدّ التعدّدية...
... وفي ردّه على سؤال يتعلّق بالتعدّدية النقابيّة قال الأخ عبيد البريكي أنّه لم يكن يومًا ضدّ تعدّد النقابات في تونس على الأقل من حيث المبدإ، لكن مع الوضع الحالي وكموقف شخصي من هذه المغامرة فإنّني أتمنّى بقاء الحركة النقابية موحّدة لأنّ في وحدتها قوّة عكس ماهو موجود في بعض الدول الأوروبية وخاصّة فرنسا، الأخ عبيد ربط بين التعدّدية والمديونية من ذلك أنّه توقّف أمام الزيارة الايجابية لوفد السيزل إلى تونس وكذلك للعلاقة الجيّدة للاتحاد مع منظمة العمل الدوليّة بما أنّ في البرنامج مساع لايجاد حلول على مستوى إلغاء ديون تونس ولابدّ أن يكون لهذا التمشّي من علاقات جيّدة حتى نتمكّن من رفع كابوس الديون على ميزانية الدولة.
وعن موقفه من الحديث الكثير عن مجلة الأحوال الشخصية أكّد أنّها مكسب لا يمكن المساس به وفي ما يتعلّق بمراجعة الفصل الأول للدستور فإنّه يرى أنّه يمكن اخضاعه للنقاش بل ذهب إلى أكثر من ذلك حين قال: »أنا مع تونس بلد الاسلام لكن هذا لابدّ أن يقترن بعدم الخلط بين السياسة والدين بما أنّ المساجد هي للعبادة وليست منابر للسياسة على أنّني أرحّب بكل ما سيفرزه الصندوق.
❊ نراقب لكنّنا لا نتدخل...
وعن الكلام الكثير الذي رافق عمل الهيئة العليا للاصلاح السياسي أشار إلى أنّ الحكومة الحالية وفي ظلّ عدم وجود من يراقبها على الهيئة العليا للاصلاح السياسي أن ترتقي بدورها خدمة للمجتمع التونسي في هذا الظرف الزمني الدقيق، ولن أذيع سرّا إذا قلت أنّ الاتحاد يراقب عمل الحكومة ويطلب تصحيح الأوضاع حتى تستقيم الأمور لكن حين تصبح الحكومة منتخبة فإنّ دوره سيكون لتنبيه فقط دفاعا عن مصالح عمّاله.
❊ للحقيقة والتاريخ
❊ ... كلّ الذين طرحوا أسئلتهم على الأخ عبيد البريكي في هذا المنتدى أشادوا بالدور الكبير للاتحاد سواء في الماضي أو في الحاضر وكذلك أطنبوا في التنويه بمساندته القوية لثورة 14 جانفي 2011 .
❊ طلب أحد المتدخلين بضرورة أن يطالب الاتحاد في مفاوضاته الجديدة حول الزيادة في الأجور أن تكون أجرة عمّال السميڤ والسميڤار في حدود 400 دينار.
❊ في ردّه على سؤال يتمحور حول الجباية قال الأخ عبيد البريكي أنّ لنا عديد الدراسات التي تؤكد الخروقات الحاصلة في العهد السابق.
❊ حيّى الأخ عبيد البريكي الموقف الذي اتخذته الحكومة المؤقتة بشأن تجميد أموال العقيد معمر القذافي وعائلته مؤكدا أنّه موقف شجاع ومتميّز.
❊ اعترف الأخ عبيد البريكي بالخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه الاتحاد في احداث الرديف لكنّه انقذ موقفه حين ساند بقوّة أغضبت بعضهم في بن ڤردان.
❊ كما اعترف بكونه يملك مسكنًا بالوردية من معتمدية الكبارية وأنه بعد 30 سنة في قطاع التعليم الثانوي حصل خلال الأيّام الأخيرة على ترقية أستاذ فوق الرتبة.
❊ تحدّث الكلّ عن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه بلادنا منذ ثورة 14 جانفي وقد دعا أحد الحاضرين لتكوين لجنة خبراء اقتصاديين يمكن لهم أن يقدموا مقترحات عمليّة لتجاوز الأزمة بعيدا عن القروض التي تثقل كاهل الحكومة المقبلة.
❊ عن الديمقراطية في الاتحاد العام التونسي للشغل قال الأخ عبيد البريكي أنّه بعد استقالة اسماعيل السحباني من الاتحاد تحمّل الأخ عبد السلام جراد مسؤولية الأمانة العامة وقد جاء ثالثا في انتخابات مؤتمر المنستير.
❊ قال الأخ عبيد البريكي أنّ نظام بن علي سقط بسهولة في غياب الانجازات الاجتماعية (لم يصمد سوى 23 يوما) في حين أنّ محمد الغنوشي »رجل طيّب« لكنّه أخطأ حين أمضى على خوصصة عديد المؤسسات الاقتصادية الناجحة.
❊ وفي حديثه عن دور الاتحاد في الحياة العامة أشار الأخ البريكي لكون الاتحاد دعا بإلحاح لتطوير المشهد الاعلامي وابعاده عن الضغوطات والوصاية، وعن عدم المساس بمصداقية الانتخابات لكنّنا فوجئنا بمن في القبر كان يصوّت وطالب بالاعتماد على اقتصاد يُبنى على التنوّع (الفلاحة، السياحة، الصناعة، الخدمات والصحة).
❊ في حديثه عن الأشياء الذاتية قال أنّه على اطلاع تام بالتجارب النقابية في البلدان العربيّة والعالميّة وأنّ عمليّات الانتخابات عادة ما تسبقها عمليّات اعداد قوائم جاهزة عكس التجربة التونسية »كلّ حدّ خائف على بلاصته« كما أكّد على أنّ اختياره ليكون ممثّلا ومشرفا على تكوين النقابات في السعودية شرف له كتونسي، كما قال أنّ الحركة النقابية التونسية تستمدّ روحها من التجربة النقابية الألمانية وللتدليل على ذلك فإنّ حشاد وفي بعده المجتمعي لم يكتف بالقول »أحبّك يا شعب فقط« وإنّما هو خدم الحركة المجتمعية ضمن مسار خدمة تونس في مختلف هياكلها.
❊ عن فكرة تكوين حزب عمّالي أجاب بكون الاتحاد ليس في حاجة لهذا ولو أنّ هناك من النقابيين من يريد ذلك لكنّنا (القول للأخ عبيد) لن ننحاز إلاّ لتونس بما أنّ الحزب عادة ما ينحاز لأهداف معيّنة.
❊ عن رأيه في حركة النهضة قال من حق أعضائها أن ينشطوا ضمن الفسيفساء الموجودة حاليا.
وعن المؤسسات التي أحرقت في ثورة 14 جانفي قال أنّ بعضها أُتلف بفعل فاعل وأنّ بعضها ليست بها نقابات.
❊ عن الحكومة المؤقتة والوجوه التي جاءت من وراء البحار أكّد أنّها حكومة مؤقة تعمل لتصريف الشؤون وليس من حقّها عقد الصفقات أو الامضاء على اتفاقات قد يرفضها من سيتولّى ادارة أمور البلاد من بعدها.
❊ في باب الأرقام قال أحد الحاضرين أنّ الاقتصاد التونسي خسر الكثير من المليارات لكن أهم ما ربحه اقتصادنا أنّه استفاد من بقاء 19 مليارا كانت تذهب يوميا لحسابات العائلة الفاسدة.
❊ عن ملف الولاة والمعتمدين تساءل أحدهم عن التغييب المتعمّد للوجوه التي تتواجد بالمدرسة الوطنية للادارة وهي المدرسة المحايدة وكان يمكن الاستفادة منها.
❊ كلّ الذين تناولوا الكلمة أشادوا ونوّهوا بتميّز الأخ عبيد البريكي واقناعه في الاجابة التي قدّمها سواء في المشهد الاعلامي البصري أو السمعي أو المكتوب. الأخ عبيد قال للحاضرين أنّ الظرف ربّما خدمه لأنّ زملاءه في الاتحاد العام التونسي للشغل اختاروه ليكون ناطقا رسميا، لكنّه أكّد أنّ في صلب قيادة الاتحاد أن من هو أفضل منه.
❊ سأل الباحث الاجتماعي المولدي القسومي عن موعد عقد ذلك المؤتمر الذي أعدّ له برنامج محمد الغنوشي قبل اعلان استقالته.
❊ عامر قريعة الوالي السابق تحدّث عن خلفية تعيين الولاة والمعتمدين بما أنّهم سيكونون فاعلين في الانتخابات.
❊ قال السفير السابق أحمد بالسرور أنّ الاعتذار للشباب أمر ضروري وحتمي.
❊ أكّد الأخ عبيد أنّ الاتحاد سينظّم ندوة ضخمة في الجنوب التونسي لمزيد التعريف بالمجلس التأسيسي.
❊ بما أنّ الحضور كان نوعيا في منتدى مؤسسة التميمي للكرامة والديمقراطية فإنّ الكل خارج وهو على قناعة أنّ التاريخ لا يُبنى على الفرضيات وإنّما يُبنى بالانجازات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.