ظلم بأتم معنى يعيشه المئات من عمّال المناولة في شركة الطرقات السيارة، فبعد أن اتفقت الهياكل النقابية مع الرئيس المدير العام يوم 1 فيفري 2011 على إدماج هؤلاء العمّال والقطع نهائيا مع السمسرة باليد العاملة وفتح عهد جديد في المؤسسة، يتمّ بشكل غير مفهوم إعفاء السيد الرئيس المدير العام من مهامه بسبب امضائه لهذا الاتفاق في حركة تدفع إلى إعادة عقود الاستغلال وسرقة عرق العمّال، زد على ذلك عدم صرف الأجور إلى حدّ كتابة هذه الأسطر... والواضح أنّ البعض من مسؤولي الوزارة متورّطون في إرجاع العمل بالمناولة والضغط على أصحاب القرار في الوزارة لعدم امضاء الاتفاق وإعادة الرئيس المدير العام وفسح المجال أمام السماسرة لحصد الملايين على ظهر الكادحين. ومباشرة، ومنذ يوم 16 مارس 2011، تقرّر الاعتصام أمام مقر وزارة التجهيز والاسكان ورفع الشارة الحمراء الاحتجاجية إلى جانب الدخول في اضرابات احتجاجيّة تُغلق على اثرها جميع المحطّات والمقرّات لمدّة ساعة يوميا وذلك حتى تعدل الوزارة عن قرارها وتحترم تعهّداتها. الاعتصام مثّل حركة احتجاجيّة نبيلة جدّا، التحم خلالها أعوان المناولة، نساءً ورجالاً راسمين ملحمة نضالية ليل نهار، في البرد والحرارة بقليل من الخبز والزيت وبكثير من الارادة الفولاذية، انّهم سوّاق نقل الأعوان وأعوان سيارات السلامة ومنسّقي العمليات وعمّال البيئة وعمّال الصيانة وعمّال التنظيف وأعوان المكاتب وأعوان الأرشيف وأعوان الحراسة، كلّهم رفعوا شعارا واحدًا: »لا لعصابة السرّاق نعم من أجل كرامتنا«.