كان للنقابيين ومناضلي جبهة 14 جانفي في جهة منوبة يوم الاحد 3 افريل 2011، فرصة الالتقاء بوفد اسباني متكون من السيد بورنابو لوبيز غارسيا Bernabé Lopez Garcia، مدير مركز الابحاث الأورو متوسطية، وأستاذ الدراسات العربية والاسلامية بجامعة مدريد، والآنسة Selvia Intxaurrondo مرفوقين بالصديق فاروق الجهيناوي. وحضر هذا اللقاء الاخ مصطفى المديني، الكاتب العام الجهوي للاتحاد بمنوبة، اضافة الى اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي الاخوة ماهر السالمي، محمد بلخير والمنصف قزقز. وتناول اللقاء بسطا للوضع السياسي العام بالبلاد والجهة والصعوبات التي تعترض مسار التحول الديمقراطي. وتكفل الرفيق المهدي عبد الجواد، بتقديم عرض مطول، لأسباب الثورة ومجرياتها، والتطورات السياسية التي تلت 14 جانفي الى اليوم، وبين ان ما تحقق الى حدّ اليوم: فرض المجلس التأسيسي وحل التجمع والبوليس السياسي، ومحاسبة الفساد ورموزه، اضافة الى تواصل كنس رموز الدكتاتورية والحرص الشديد على تفكيك المنظومة الاستبدادية في كل المستويات. كانت شعارات مركزية لليسار الموحد في جبهة 14 جانفي غير ان هذا اليسار لم يستطع استثمار ذلك اعلاميا لكسب حضور جماهيري عند عموم الشعب التونسي. وأضاف الرفيق هشام عمّار، قراءة عميقة في طبيعة علاقة الاتحاد العام التونسي للشغل بهذه الثورة. ونجاح القيادات النقابية الوسطى والدنيا في تأطير التحركات وقيادتها، الأمر الذي كان له الأثر الكبير في توجيه مواقف القيادة المركزية للاتحاد، وألحّ الاستاذ هشام، على ما ينتظر اليسار، بفروعه المختلفة وأرضيته الايديولوجية، من محطات تاريخية، يستطيع التأثير فيها، ووقف الاحتراب الداخلي والتوحّد. والوحدة الموجودة في جبهة 141 جانفي يجب تفعيلها وتعميقها من اجل خلق قطب يساري ديمقراطي تقدمي، يدافع عن فيم الحداثة والحرية، ويكون سدّا منيعا امام التيارات الاسلاموية. وامام الانتهازية السياسوية، وضدّ بقايا الدكتاتورية. وبيّن الرفيق رضا المثلوثي، ما تعرض له اليسار عموما من قمع طيلة حكم حزب الدستور منذ 1956، وركز على ضرورة انخراط القطب اليساري الواسع في النضال الأممي من اجل نشر القيم الانسانية في التحرر والانعتاق الاجتماعي. وطرح رفاق آخرون مسائل لم تحرج في الجملة على ما تقدم. وقد تفضّل الاستاذ لوبيز غارسيا، الذي تفاعل كثيرا بما سمع بعرض التجربة الاسبانية، ما بعد فرانكو، ملحّا على ضرورة اهتمام اليسار الأوروبي وقوى المجتمع المدني والمجالات الحقوقية والأكاديمية المستقلة، بمساندة الشعب التونسي على حماية ثورته وبناء دولته الديمقراطية الاجتماعية. واعدا بالعمل على ابلاغ صوت تونس في كل المحافل التي ينتمي اليها. وانتهى اللقاء بتبادل أشكال الاتصال، وبحفل لطيف على شرف ضيوف تونس والاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة.