عادت غيوم الشك تحوم فوق البنك الفرنسي التونسي بسبب المصير المجهول لأعوانه واطاراته المرتبطة بدوره بالمصير المجهول للمؤسسة وانعدام وضوح مستقبلها وآفاقها. الاعوان، الذي أعطوا الغالي والنفيس للبنك من اجل البقاء مازالوا مرهونين بوضعية قديمة تعيشها المؤسسة منذ سنوات طوال وهو الامر الذي اثر على تقدمها وازدهارها، بل انها تشهد يوما بعد آخر التراجع وخروج مئات الحرفاء منها. هذه الوضعية الرديئة زادها رداءة التجاهل واللامبالاة اللّذين يمارسهما كل من البنك المركزي ووزارة المالية تجاه البنك رغم المراسلات الموجهة إليهما في الغرض من اجل الانقاذ السريع واعادة المؤسسة الى سالف اشعاعها وطمأنة موظفيها واطاراتها. وامام هذا التجاهل والتعتيم، اضطر الاعوان بعد اشهر من تنفيذ اضرابهم بسبب نفس المشكل، الى الاحتجاج وتنفيذ اعتصام يوم 5 افريل الجاري بمقر البنك وبفروعه وهم يرفعون صوتهم عاليا: »لا نريد زيادات بل نريد المحافظة على شغلنا ومؤسساتنا«. فالاعوان، ورغم المشاكل الاجتماعية والمهنية الراكدة وظروفهم القاسية تحاملوا على انفسهم وتناسوا معاناتهم ليقفوا محتجين امام المشكل الاكبر ألا وهو »المصير المجهول للبنك«. كما من المنتظر ان يواصل الموظفين وقفاتهم الاحتجاجية التي من الممكن ان تتطور الى اضرابات دورية عن العمل بتأطير من هياكلهم النقابية. فالى متى ستواصل هذه المعاناة والى متى سيتواصل صمت سلط الاشراف امام وضعية دامت سنين طوال دون حراك يذكر.