في تونس الثورة التي هرمت أجيال من أجل تحقيقها، نظمّ حزب النهضة اجتماعا بقصر المؤتمرات يوم 17 أفريل 2011 قدم فيه M Psyco محمد الجندوبي أغنية تتضمن الدعوة إلى القتل والتصفية باستعمال الكلاشنكوف على مخرج فيلم Making of... وعندما ذكر اسمي كاملا هب الحاضرون في موجة من التصفيق مصحوبة بعبارة »اللّه أكبر«. إني النوري بوزيد المواطن التونسي الذي لم يَرْتَضِ لنفسه بلدا غير هذه الارض فيها ولد ودرس وسجن من أجل دفاعه عن حياة سياسية تعددية حرة وعن مجتمع تحفظ فيه كرامة الانسان قبل الفنان وتصان فيه حقوق المرأة دون تمييز أو اقصاء، أتوجه ببياني هذا امام الرأي العام إلى قيادي حركة النهضة وفي مقدمتهم راشد الغنوشي مطالبا بتقديم موقف صريح وعلنيّ، بالتنديد بالمغنّي الذي خان الامانة فجعل من الفن وسيلة لبث الكراهية والدعوة إلى القتل تحت رعاية النهضة بعد أن اصبح ينتمي إليها، كما ادعوهم إلى أن يقدّمو اعتذاراتهم للفنانين والمبدعين التونسيين... وفي حالة رفضهم أو سكوتهم عن هاته الحادثة فإنهم يتحملون مسؤولية وقوعها كاملة امام القضاء وسيكون التونسيون على بينة من امر هذا الحزب الذي خرج إلى النور بفضل ثورة الاحرار ثورة الشباب التي لم تطلق شعارا واحدا يطالب بمجتمع سلفي متطرف مثل الذي تنادي به الاغنية المرددة من قِبَلِ مناضلي النهضة. ولعل هذا يفسر عدم قبول النهضة اي عهد جمهوري يحمي المجتمع من تجاوزات الاحزاب ويحمي المواطنة والديمقراطية كما ان هذا الحدث يعتبر خرقا لقانون الاحزاب الذي يدّعون الالتزام به. وفي الختام ادعو كافة الاطراف السياسية في البلاد لحماية الابداع من كل تطرف والمبدعين من كل ترهيب وتهديد ودعم الثقافة المستقلة.