بعد عشرات الوقفات الاحتجاجية التي نفّذها المعلمون الأول للتربية البدنية بتأطير من النقابة العامة للتعليم الثانوي قبل 14 جانفي وبعده، وبعد الجلسات الماراطونية الأخيرة التي التأمت بين وزارة الشباب والرياضة والنقابة العامة والتي استندت على محضر الاتفاق المبرم يوم 24 مارس 2005 تمّ يوم 14 ماي إنهاء مظلمة هذا السلك من المعلمين نهائيا . حيث اتفق طرفا التفاوض على إدماج كافة المعلمين الأول للتربية البدنية المباشرين في تاريخ 30 جوان 2005 في رتبة أستاذ مرحلة أولى وذلك قبل بداية السنة الدراسية المقبلة مع احتفاظهم في رتبتهم الجديدة بأقدميتهم المكتسبة منذ تسميتهم في رتبة معلم أول. كما يتم ضبط شروط وإجراءات ترقية أساتذة المرحلة الأولى الحاملين للشهادة الجامعية في التربية البدنية إلى رتبة أستاذ تربية بدنية وترقية معلمي التطبيق إلى رتبة معلم تطبيق أول والاتفاق بشأنها قبل موفى شهر ماي 2011 . هذا الاتفاق اعتبره الأخ سامي الطاهري الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي إنهاء لمظلمة دامت حوالي 20 سنة وتتويجا لنضالات المعلمين الأول للتربية البدنية الذين لم يشكوا أبدا في جدوى نضالهم مقدّما شكره إليهم باسم النقابة على ما بذلوه من مجهودات حتى يتمكنوا أخيرا من الفوز بحقهم المشروع. إرجاع المطرودين انعقدت جلسة عمل يوم الثلاثاء الفارط بمقر وزارة التربية لاستكمال النظر والدراسة في إرجاع المطرودين .والى حد الآن توصل طرفا التفاوض إلى إرجاع حوالي 400 مطرود لأسباب سياسية ونقابية ومازال التفاوض متواصلا للنظر في حوالي 150 ملف لأسباب مختلفة. ❊ التزام بإنجاح السنة الدراسية في إطار الاستعدادات للامتحانات الوطنية وتصدّيا لمحاولات فلول النظام البائد إفشال السنة الدراسية عبر إشاعة الفوضى في عديد المؤسسات التربوية، حضرت النقابة العامة صحبة نقابة متفقدي التعليم الثانوي جلسة عمل مع وفد من وزارة التربية لتدارس الاستعداد لخوض غمار الامتحانات الوطنية. النقابتان قدّمتا لوزارة الاشراف عديد المقترحات العملية التي من شأنها تأمين الامتحانات ومنها عقد جلسات عمل ثلاثية في المندوبيات الجهوية لتنظيم الامتحانات ومراجعة خارطة مراكز الامتحانات بما يضمن من ناحية استبدال بعض المراكز غير الآمنة بمراكز أخر ى أو تكثيف الحماية الأمنية لبعضها الآخر إلى جانب اختيار الأستاذين لرئيس مركز الامتحان يكون بالتشاور مع النقابات وبالتوافق مع الأساتذة. كما أوصت النقابتان بالتخفيف من عدد المترشحين في الفصل الواحد وبالعدالة في توزيع حصص المراقبة وتعليق رزنامة المراقبة اليومية بكل شفافية وحسن توزيع الأساتذة المراقبين علاوة على تشكيل لجان خارجية من المدرسين والأولياء والإطار التربوي والاداري لحماية محيط مراكز الامتحانات والتنسيق المحكم لمنع كلّ اعتداء على المترشحين وعلى المؤسسات. هذا وشدّدت النقابتان على تكثيف التوعية بين التلاميذ بضرورة الحرص على نجاح الامتحانات وتشريك الأولياء في العملية التحسيسية وضرورة تطوير دور إطاري التفقد والمرشدين في الاعلام والتوجيه الجامعي خلال أيّام الامتحان كما تمّت التوصية باتخاذ نفس التدابير الأمنية في الامتحانات التطبيقية وبالتوزيع العادل للمترشحين الأحرار والمترشحين من المدارس الخاصة بين مراكز الامتحانات وتكثيف أعوان الكتابة في المراكز وفصل اصلاح مادتي التاريخ والجغرافيا. في نفس السياق، توجّهت النقابة العامة للتعليم الثانوي إلى عموم الأساتذة ببيان أكّدت فيه ضرورة اليقظة إزاء محاولات إفشال هذه الامتحانات وتحذير كلّ من يخطّط لتبديد آمال التلاميذ في النجاح وأحلام العائلات في الفرحة بتتويج أبنائهم، واعتبرت ذلك مهمّة من مهام ثورة الحرية والكرامة. ❊ المقدّسات الإسلامية مثّل قطاع التعليم الثانوي في المدّة الأخيرة هدفا للإدانة والتّنديد اثر ترويج اشاعة مفادها اعتداء أستاذ على المقدسات الاسلامية داخل القسم. واعتبرت النقابة العامة أنّ البعض استغل هذه الشائعات لإثارة الضغائن والصراعات الهامشيّة وإشغال الناس عن الاهتمام بقضاياهم الجوهريّة وأهمّها حماية ثورة الكرامة. وقد جدّدت النقابة العامة تمسكها بهوية الشعب التونسي واحترامها لمقدّساته الاسلامية وذكّرت بموقفها إزاء الرسوم الكاريكاتورية في الدانمارك مؤكدة في ذات السياق كذب الشائعات التي طالت الأستاذ وهو الأمر الذي أثبتته التحقيقات وشهادات التلاميذ كما عبّرت عن رفضها للتحريض ضدّ القطاع وحذّرت من إثارة الفتن بين التونسيين والذي لن يخدم إلاّ أعداء الثورة. ❊ إدانة للقمع أدانت النقابة العامة في بيان لها أسلوب القمع والاعتداءات والمداهمات التي عمد إليها البوليس خلال يومي 5 و6 ماي الفارط ضدّ المتظاهرين والمحتجين على الحكومة المؤقتة اثر تصريحات الراجحي، وطالبت بمحاسبة المتسبّبين فيه وحذّرت من أن تكون الغاية من هذا القمع الوحشي هو إثارة الاضطرابات وخلق التوتّر لتبرير إحلال القمع مكان الحرية والديمقراطية التي جاءت بها الثورة. وأكّدت النقابة العامة مواصلتها النضال ضدّ بقايا النظام البائد الذين ينعمون الآن بصمت الحكومة المؤقتة حولهم وإصرارها على بقائهم. صبري الزغيدي/صور منتصر العكرمي