أفادت وكالات الأنباء العالمية أن جثمان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن أُلقي في البحر بعد أن تمّ تكفينه حسب الشريعة الاسلامية. وقد منعت القوات الأمريكية دفنه كي لا يصبح مزارًا أو مكانًا يقدسه ويقصده أتباعه ومؤيدوه، وذلك بعد قليل من اعلان تصفيته بطلقة في الرأس في عمليّة نفّذتها قوّة أمريكية خاصّة بالقرب من اسلام أباد العاصمة الباكستانية. فما هو تعليقكم أيّها القرّاء الكرام؟ إنّي أعتقد جازما أنّكم توافقونني الرأي أنّ أمريكا تواصل الضحك على ذقون كافة سكان المعمورة لتقوم مرّة أخرى باخراج مسلسل أمريكي هوليودي جديد بامتياز وهاهو الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكأنّه »جاب الصيد من وذنو« ليعلن بنفسه عن مقتل المطلوب رقم واحد عالميّا، وعدم نشر صورته كاملة لأنّها مشوهة بشكل مثير كما زعم وإلقاء جثمانه في البحر، وكأنّ أمريكا لا تملك مترين مربعين في أيّة صحراء في العالم لمواراته الثرى؟! لعلّمكم أنّ بن لادن كان »بطلا« ومجاهدًا لدى الأمريكيين الذين أمدوه بالمال والسلاح ليقاتل أعداءهم الروس الذين اجتاحوا افغانستان سنة 1979 لكنّه أصبح عدوّا لواشنطن لأنّّ ثار ضد وجود صليبيين في أرض الحرمين عندما أقدم بوش الأب على انزال قوّاته في الأرض السعودية ففجّر بن لادن مقرّاتهم في الخبر إلى أن كانت مسرحية احداث سبتمبر 2001 في أمريكا ليختفي زعيم القاعدة ويصبح المطلوب رقم واحد من أمريكا! وخلافا للرواية الأمريكية الرسمية حول مقتل زعيم القاعدة في عملية اغتيال نفّذها »كومندوس« أمريكي في اسلام أباد، أعلن وزير الاستخبارات الايرانية حيدر مصلحي أنّ بلاده تمتلك وثائق دامغة وأدلة دقيقة تؤكد أنّ بن لادن توفي منذ فترة بسبب اصابته بمرض بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الايرانية »مهر« ويشير وزير الاستخبارات الايرانية أنّها لا تتعدّى مجرّد الدعاية للتغطية على ما أسماها بالصحوة الاسلامية السائدة في المنطقة وصرف الأنظار عن هذه الأجواء من خلال ادعائهم مقتل بن لادن. وهاهو الخبير العسكري اللواء أمين حطيط يذكر أنّه يجب التزام جانب الحذر في هذا الموضوع لأنّ هناك دلالات تجعل تصديق هذا الخبر غير ممكن كلّيا وأنّ ادعاء اغتياله كان نتيجة لطبيعة ما حصل من ثورات عربيّة لأنّه لا يعقل القول أنّ أمريكا التي تملك ذاك الحجم من الأجهزة المخابراتية والأقمار الصناعية تعجز عن الوصول إلى بن لادن لمدّة أكثر من 10 سنوات. ذلك أنّ أمريكا تريد أن تنتقل من تحالف إلى تحالف في اطار استراتيجية جديدة تكون عنوانا لمرحلة جديدة نهائية تتمّ فيها الطلاق بين استراتيجية القوّة الغليظة والقوّة الناعمة خاصة بعد أن مُنيت الاستراتيجية الأمريكية القديمة التي هندسها المحافظون الجدد باخفاق كبير في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين لأنّ عملية بن لادن وادعاء مقتله في هذا التوقيت هي قصّة أمريكية مفبركة، خاصة أنّ الاستخبارات الأمريكية لها »باع« في هذا المجال، فهذا التوقيت يخدم المصلحة الأمريكية وتحديدًا الانتخابات الرئاسية القادمة لأوباما الذي ظلّ في الأشهر القليلة الماضية »ينقب« عن مصدر دعم له في الانتخابات المقبلة وبالتالي لم يكن أفضل من »رأس« بن لادن الرجل المطلوب الأول لدى أمريكا ليكون »حصان أوباما« الرّابح في هذه الانتخابات. وفي مقابلة أجرتها معه شبكة »سي بي اس« الأمريكية صرّح الرئيس الأمريكي أوباما قائلا: »أن اي شخص يشكّك في ما إذا كان يتعيّن على الولاياتالمتحدة قتل أسامة بن لادن فإنّ عليه أن يفحص قواه العقلية...« في اشارة إلى أنّ اغتيال زعيم القاعدة »ان كان ذلك صحيحا« كان بمثابة الواجب بالنسبة إلى أمريكا. تلك هي أمريكا وأولئك هم حكّامها ورؤساؤها أصحاب السيناريوهات الهوليودية المفبركة بامتياز... وها نحن في انتظار مسرحية أخرى أو فيلم آخر تفاجَأُ به الولاياتالمتحدة العالم!