عواصم وكالات أعلنت السلطات الأمريكية صباح أمس، مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في عملية قادتها الولاياتالمتحدة وشاركت فيها طائرات هليكوبتر وقوّات برية أمريكيّة في باكستان أمس الأول. وقال مسؤولون أمريكيون إنه عُثر على بن لادن في مجمع سكني أشبه بحصن في بلدة ابوت اباد الواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمالي العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وكشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عن مقتل المطلوب الأول لبلاده. وقال إن وحدة أمريكية صغيرة هاجمت «بشجاعة وكفاءة غير عاديتين» مجمعا سكنيا في منطقة أبت آباد بباكستان بالتعاون مع مخابراتها. وامتدح هذا البلد المسلم لتعاونه في مكافحة ما يسمى الإرهاب، قائلا إنه اتصل برئيسها آصف زرداري بعد العملية. وأكد أوباما أن بن لادن قتل بعد تبادل لإطلاق النار مؤكدا أن العدالة تحققت بمقتله. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن العملية لم تؤد الى مقتل أي أمريكي، وأن القوات الأمريكية حرصت على تفادي سقوط ضحايا مدنيين. وكشفت محطة «سي.أن.أن» استنادا لأعضاء في الكونغرس قابلوا أوباما أن بن لادن قتل برصاصة في الرأس، بينما أشار مسؤول أمريكي إلى أن ثلاثة أشخاص قتلوا مع زعيم القاعدة بينهم أحد أبنائه البالغين وسيدة «استخدموها درعا بشريا». واستغرقت عملية الهجوم على مكان إقامة بن لادن 40 دقيقة. وقال ناصر خان، وهو من سكان بلدة ابوت اباد تابع المعركة وهي تتكشف امام عينيه من سطح منزله «بعد منتصف الليل كان عدد كبير من قوات الكوماندوس قد طوق المبنى وحلّقت فوقه ثلاث طائرات هليكوبتر. فجأة حدث إطلاق نار من الأرض صوب طائرات الهليكوبتر. كان هناك اطلاق كثيف للنيران ورأيت طائرة هليكوبتر تتحطّم».
مبنى بن لادن
وقالت السلطات الأمريكية إن مخبأ بن لادن الذي بني عام 2005 كان أكبر من المباني الاخرى في المنطقة بثماني مرات، وكان محاطاً بأسوار مرتفعة، فوقها أسلاك شائكة، وهناك جدران داخلية اضافية لمزيد من الخصوصية، والدخول اليه من بوابتين عليهما حراسة مشددة. وليس للمبنى شبكة اتصال هاتفية أو خاصة بالإنترنت. وقال المسؤولون إن القوات الأمريكية عرفت طريقها الى المجمع في ابوت اباد بعد أكثر من اربع سنوات من تعقب أحد حاملي رسائل بن لادن الموثوق بهم. وذكر مسؤولون إن السلطات الأمريكية اكتشفت في أوت عام 2010 أن الرجل المرصود يعيش مع شقيقه وأسرتيهما في مبنى غير عادي في باكستان وسط اجراءات أمنية مشددة «كنا على ثقة من أن المجمع يعيش فيه هدف إرهابي ذو قيمة عالية. الخبراء الذين عملوا في هذه القضية لسنوات رأوا أن هناك امكانية كبيرة أن يكون الإرهابي المختبئ هناك هو أسامة بن لادن».
دفن وفق التعاليم الإسلامية
وحول مصير جثة بن لادن قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس، إنها نقلت إلى أفغانستان بعد قتله ودفنت في وقت لاحق في البحر. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول قوله إن قرار الدفن في البحر يرجع إلى صعوبة إقناع أي بلد باستضافة الجثمان. ونقلت شبكة سي.بي.أس عن مسؤولين أميركيين أن السعودية رفضت استلام رفات بن لادن الذي كان يحمل جنسيتها وسحبت منه عام 1994. كما نقلت شبكة أي.بي.سي عن مسؤولين أميركيين إنه تم دفن الجثة في البحر لأن آخر ما يريده الأميركيون مكان دفن يتحول إلى «مزار للإرهابيين». من جانبه أشار مسؤول عسكري امريكي لوكالة رويترز ان استعدادات الدفن بدأت في البحر الساعة 06.10 بتوقيت تونس وانتهت الساعة السابعة صباحا، على ظهر حاملة طائرات امريكية في شمال بحر العرب. واضاف المسؤول «تم غسل المتوفى ثم وضع في كفن ابيض. ووضع الجثمان في كيس ثم تلا ضابط كلمات دينية ترجمها الى العربية متحدث بها. وبعد الانتهاء من التلاوة وضع الجثمان على لوح مسطح ثم انزل جثمان المتوفى الى البحر.» إلى ذلك، قال مسؤول كبير بالمخابرات الامريكية للصحفيين ان اختبارات الحمض النووي «دي ان ايه» التي اجريت على جثة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن اثبتت تطابقا بنسبة مائة بالمائة تقريبا مع اقاربه وان امرأة يعتقد بأنها زوجته تعرفت عليه بالاسم.