إسلام آباد وكالات يتواصل الجدل حول الرواية الأمريكية بخصوص مقتل زعيم تنظيم القاعدة» أسامة بن لادن في ظل رفض واشنطن تقديم الأدلة التي تثبت صحة روايتها. وفي هذا الصدد، تسربت أول أمس رواية من المخابرات المركزية الباكستانية تقول بأن القوات الامريكية لم تقتل بن لادن، بل إن من قتله كان حارسه الخاص بناء على تعليمات متفق عليها مسبقا من زعيم «القاعدة» نفسه، في حالة الوثوق من استحالة هروبه، حتى لا يقع حيا في ايدي القوات الامريكية. يأتي ذلك بينما أكدت روايات أخرى أن بن لادن لم يقتل الآن كما ذكرت الادارة الأمريكية أو حاولت الاقناع به وإنما منذ عدة سنوات. وأشارت إحدى هذه الروايات بالخصوص إلى أن رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بي نظير بوتو، زعيمة حزب «الشعب» والتي قتلت جراء اعتداء ارهابي في السابع والعشرين من ديسمبر2007، كانت قد كشفت خلال مقابلة تلفزيونية قديمة، عن مقتل أسامة بن لادن وأن مقتله حصل على يد خالد الشيخ محمد الموجود في سجون امريكا، لافتة إلى أن العديد من المراقبين رأوا في حينها ان تلك التصريحات كانت سببا مهما في اغتيال بوتو في تلك الفترة. وفي نفس الاتجاه، قالت ديانا كاستيلو نائبة رئيس جمعية لجنة تقصي الحقائق حول هجمات 11 سبتمبر فى أسبانيا: «إن بن لادن لم يقتل»، مؤكدة أنه تم اغتياله منذ عدة سنوات، وأكدت أن إعلان مقتل بن لادن الآن يهدف لمناصرة أوباما فى الانتخابات المقبلة. ووفقا لصحيفة «إيه بي سي» الأسبانية، التي أوردت ذلك أول أمس، فقد وصفت ديانا خبر مقتل بن لادن ب»السخيف»، مشيرة إلى أن هذه المعلومات «مضللة وغريبة»، معتبرة أن خبر مقتل بن لادن مسرحية هزلية من تأليف البيت الأبيض، وذلك بهدف لفت جميع الأنظار نحو الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعد انخفاض مستويات شعبيته، مشيرة إلى أن نسبة التأييد الشعبي لأوباما كانت تقدر ب 44 %، أما الآن بعد إعلانه هذا الخبر فقد ارتفعت النسبة إلى 80%، حيث يعد هذا الخبر ضربة لمناصرة أوباما فى الانتخابات المقبلة. وأضافت ديانا: «إن الأكثر عبثية من ذلك الخبر هو رمي جثمان بن لادن فى البحر، والدليل على أن موت بن لادن الآن غير صحيح هو رفض البيت الأبيض نشر صورة لجثة بن لادن بعد مقتله، على الرغم من نشر صور لقتلى آخرين»، مؤكدة أن «بن لادن تم اغتياله منذ ديسمبر 2001». ومن ناحية أخرى، أعربت ديانا عن دهشتها من توقيت إعلان أوباما لخبر مقتل بن لادن، موضحة أن: «من الغريب جدا إعلان مقتل بن لادن بعد مقتل نجل العقيد الليبي القذافي وثلاثة من أحفاده».
أوباما يكافئ «فريق الاغتيال»
في هذه الأثناء، كافأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما الفريق الذي قيل أنه نفذ عملية اغتيال بن لادن بمنح أفراده أرفع الأوسمة العسكرية، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستهزم تنظيم القاعدة بعد أن «قطعت رأسه». وقام أوباما رفقة نائبه جوزيف بايدن بزيارة قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي أول أمس، حيث التقيا جميع أفراد الفريق ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤول أمريكي أن الرئيس قال لهم «أنجزتم العمل بشكل جيد». وأضاف المسؤول أن أوباما منح كل وحدة من الوحدات المشاركة وسام التضحية، وهو أرفع وسام يمكن أن يمنح للعسكريين، «تقديرا لخدمتهم ونجاحهم الاستثنائيين». وكان تنظيم «القاعدة» اعترف في بيان نشر على شبكة الإنترنت أمس بمقتل زعيمه بن لادن وتوعد بالانتقام، مشيرا إلى أن بن لادن «واجه السلاح بالسلاح والقوة بالقوة قبل أن يتحدى جموعاً مستكبرة خرجت بآلاتها وعتادها. فما ضعفت أمامهم عزيمته ولا خارت قواه بل وقف لهم وجهاً لوجه، حتى تلقى طلقات الغدر والكفر ليسلم الروح إلى بارئها». وشدد التنظيم على أنه مستمر على طريق الجهاد على خطى بن لادن، وأكد أن دماءه «لن تذهب سدى وستبقى لعنة تطارد الأمريكان وعملاءهم وتطاردهم خارج وداخل بلادهم»، محذراً أنه عما قريب «ستنقلب أفراحهم أحزاناً وتختلط دماؤهم بدموعهم»، وقال «لن تنعم أمريكا ومن يعيش بأميركا بالأمان حتى ينعم به أهلنا في فلسطين».