امتطي صهوة الغضب الجموح وامضي مع الرّيح سربا من الخيل تدقّ حوافرها الغضّة منابت الظّلم ومواقع الخديعة... تدفّق كما الضّوء الصباحيّ فأنت الشّهيد الورديّ اليافع تسقُط لمرآه قلاع الطّاغيه وتُبعث من رمادها الخضراءُ كما كانت منذ البدْء فسحة للرجولة... للبطولة للصدقِ في بوحِ العشّاقِ 2 أيُّها المتدفّق في الشّارع الكبير مازال نبضُك يختلج في دمي ويحترق عَبَقا في مجامر الرّوح... وجُرْحُك الفاغر المتحفّز محرقةً لمن تسلّل مثقلا بالخطيئة... أيّها الملك المخلوع... أيّها القابع في غربتك الباردة الآن تموت عطشًا... بلا وطن... بلا عزاء أخير على مقعد من الرّعب تتلاشى أوصالُك على صدر من سرقت منّا الظّلال الآن يتطهّرُ القمح من خبث الأفاعي ويغتال الضّوء جحافل الظّلمات ويتناثر الخوف إلى السّديم الآن نولد من جديد 3 يا جرح الشّهيد المختوم بالنّور والنّار يا دمع الأمّهات المتفايض على أخَاديد وطني يا كلّ المواجع المهتاجة فينا... الآن نلتحِمُ بالحريّة ونُفصح عن فرحنا ونعلن في المدائن عُرْسَنا طاهرًا كما النّوْءُ... كما الضّوْءُ في فَلَقِ الإصْبَاحِ 4 شاهق عِزُّك يا وطني... ومعلّقة مع الأقمار ثوْرَتٌُك مِشْكاةً من النُّورِ تَمُدُّ ضفائِرهَا خُيُوطا من الدّفءِ تجتثّنا من مغاور الأحزانِ وتزرع خطونا تحت الشّمس زيتونا ونخيلاً وتتحلّل في فسحات الرّوح ياسمينا وبرتقالاً وتسافر في كلّ الدّنيا همسا ولحنًا من جميل الأغنيات. ٭ نورالدين عبيدلي عين دراهم 13 ماي 2011