رفع ابراهيم عليه السلام يديه إلى السماء داعيا ربّه: »اللهم اجعل هذا البلد آمنا«... اضرابات واعتصامات، كل يوم وفي كل مكان اعوان رفعوا عقيرتهم بالشعارات الثورية واصبحوا ينامون على التشبث بالمسؤول، ويصحون على ترحيل المدير. مؤسسات نسفت... اعراف تونسيون اغلقوا مصانعهم ومستمثرين اجانب غادروا البلاد وسواح سوف لا يأتونها.. اقتصاد مشلول.. انصراف عن الانتاج وتنمية الخيرات... »براكاجات« يومية وكثيرة، سلب، ونهب وتخريب.. حرق للمراكز الامنية والمستوصفات وغيرها... قطع الطرق احتجاجا على توقيف مسؤول كبير سابق على خلفية اتهامه في سلسلة من القضايا المتعلقة بالفساد والتلاعب بالاموال العمومية... تهم متبادلة بين الاحزاب الثمانين (وستكثر) وكلها مبنية على أهداف رئيسية وهي القضاء على الفقر والبطالة ورد الاعتبار إلى الطبقات المتوسطة والضعيفة.. أقطاب حزبية تعبر عن حرصها على تحقيق اهداف الثورة وحمايتها من مخاطر الردة والانتكاس والقطع النهائي مع كل اشكال الاستبداد والدكتاتورية والحيف السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتهميش الثقافي.. و... وحكومة مؤقتة تقرر اجراء انتخابات المجلس التأسيسي في موعدها وهذه تنادي بتأجيلها وحزب يدعو إلى حل توافقي!؟ وحزب آخر يؤكدان موعد 24 جويلية لا يتناسب مع تنظيم انتخابات ديمقراطية شفافة تتساوى فيها الفرص لكل الاطراف.. اقصاء من تحمل مسؤولية صلب التجمع ومناشدي الرئيس السابق للترشح لولاية رئاسية جيدة لسنة 2014... عودة الالاف من التونسيين الهاربين من جحيم الحرب الدائرة في ليبيا نصب الخيام للافارقة الهاربين بالذهيبة وتوفير الغذاء والخدمات الصحية لهم.. بطاقات ايداع بالسجن لمديرين ومسؤولين ووزراء وشكايات من أجل التجاوزات المالية... أحداث شغب خطيرة في الملاعب واعتداءات بالجملة على أعوان الامن... وهاهي المتلوي عاصمة الفسفاط قد اشتعلت اثر الصدامات العروشية بين الجريدية وأولاد بويحيى لتسفر عن 13 قتيلا و150 جريحا... وهاهو ظهور جرثومة فاتكة بخلايا الدم والكليتين سجلته بعض البلدان الاوروبية ويسمونها جرثومة الخيار (الفقوص) ووزارة الصحة تذكر بأهمية الاجراءات الوقائية لكافحة الامراض المنقولة... وتحذر... لينطبق علينا المثل الفرنسي القائل: Un malheur ne vient jamais seul. وهاهم فلذات أكبادنا قد اقبلوا على الامتحانات وخاصة امتحان شهادة الباكالوريا بعد سنة دراسية.. نصف بيضاء؟! عديدة هي وخطيرة الاحداث المؤلمة الجارية ببلادنا وإليكم آخرها: تلميذ بمعهد سبيبة تشاجر مع صديقه فذهب إلى مركز الحرس الوطني ليشتكيه فالتحق به زميله، وسحب سكينا وطعنه على مستوى بطنه مما ادى الى وفاته بمركز الحرس الوطني... نعم داخل المركز... تصوروا... فإلى أين؟! اللهم اقبل دعائي مثلما قبلت دعاء ابراهيم عليه السلام... اجعل هذا البلد آمنا... رب احفظ تونسنا العزيزة من كل مكروه.. يا رب.