نحن «جريدية»... نحن «أولاد بوحيي»... نحن «أولاد عبد الله»و«أولاد سلامة»وأولاد معمّر.. نحن فراشيش وهمامة وأولا عيّار.. وجلاص.. وأولاد عزيز.. وأولاد يعقوب.. نحن نفّات وزيادنة ومثاليث و... من نحان؟ نحن كلّنا تونسيون أحرار من بنزرت إلى بنڤردان هكذا قلت في نفسي بعد أن اقتنيت احدى الصحف التونسية من الكشك الوحيد الذي يبيع الصحف الأجنبية وبعد أن اطلعت على الأحداث الأليمة التي جدّت بمدينة المتلوي أيّام 3 و4 و5 جوان 2011. وسألت وتساءلت لماذا وكيف وقع؟ فالذي أعرفه وأنا ابن الجنوب أنّ هذه المدينة تمثّل النموذج الأمثل للاندماج الاجتماعي فهذه العاصمة المنجمية لم يحدث أن اصطدم الوافدون عليها منذ أكثر من قرن من شتّى أرجاء البلاد. فقبل أن تحلّ الآلات العصرية ليصبح استخراج الفسفاط من سطح الأرض مباشرة. كان العمّال يدخلون الأنفاق ليموت بعضهم كلّ يوم تقريبًا وليقول البسطاء من السكان هناك »فلان طاح عليه الجبل« ولم تكن هذه الأنفاق، أو ما يطلق عليها الدواميس، تميّز عند انهيارها بين »جريدي« و»بوحيي« و»ڤفصي« و»سلامي« إنّما كانت تدفن الجميع تحت الانقاض غير عابثة بمن يكونون. ليست هي العروشية... بل إنّ هناك من أجّج نيران الحقد بين الأمومة الواحدة.. هؤلاء هم من تبقى من عهد ما قبل ثورة الكرامة هكذا قلت في نفسي وهو ما أتمناه وأتوقّعه... والأيّام بيننا...