هم أكثر من خمسين عاملا يشتغلون منذ سنوات طويلة في الشركة التونسية للخدمات والتنظيف وهي شركة مناولة وظفت هؤلاء العمّال لفائدة شركة عجيل ببنزرت يشتغلون صباحا، يشتغلون فجرا، وفي الظهر يشتغلون وفي المساء وفي الظلام يشتغلون، يشتغلون بواسطة عقود تمنح فيها الشركة المستفيدة بعض الامتيازات للعمّال ولكن الشركة المشغلة تصمّ حولها الآذان... يشتغل العمال ومنهم من تجاوزت مدّة خدمته 12 سنة واقلهم خبرة اشتغل ضمن هذه الشركة ولفائدة «عجيل» أربع سنوات يشتغلون أحيانا 12 ساعة يوميا بأجر ساعوي يساوي 985 مليم... ينفذون كل الاعمال ونفس الاعمال التي ينجزها العملة المنتدبون هم لا يقومون باعمال ثانوية بل أعمال أصلية يفوق الجهد فيها اي جهد، وهي تدخل في اصل العمل وليست تكميلية... يشتغل هؤلاء العمال ولكن اجرهم مقارنة بنظرائهم المنتدبين يعادل الربع وتغطيتهم الاجتماعية ليست ثابتة ولا تتوازى حتى مع الاجر المقبوض (مرّة يصب العرف مرّة لا). تكوّنت لديهم نقابة منذ ما يقارب السنة تسعى لتحسين ظروف العمل ولكن صاحب الشركة المشغّلة يسعى لخلق المشاكل بين العمال والشركة المستفيدة ولا يسعى لتوفير أبسط شروط السلامة لهم كالقفازات مثلا ونحن بعد هذه الملاحظات الاولية نسأل لماذا لا يتم ادماج هؤلاء العملة ضمن عمال شركة عجيل لماذا لا يستغل خبرتهم لتقديم الاضافة للعمل في الشركة المستفيدة، لماذا لا يتم انتدابهم ولو على دفعات كل سنة، لماذا هذا الحيف بين عمّال يؤدون نفس العمل بأجور تتفاوت أعدادها بمئات الدنانير؟