الأستاذ عبد العظيم مختص في المنطق وقد رأى في نفسه الأهلية التي تتيح له المشاركة في كتابة الدستور القادم حتى يجنبه الحشو والتناقض وتحصيل الحاصل وغيرها من عيوب المنطق. وتصور للحظة أنه سيكون من المنتخبين المختارين المنتدبين لتلك المهمة الجليلة خصوصا أنه رجل موثوق ومدعوم من نساء جهته جميعا وخاصة من أم اللّيل ومن عيشة بنت العكري ومن الطالبة إلهام. لكنه أقصي منها بجريرة قانون انتخابات مانع من الترشح لغير الأعيان القدامى والجدد. وقد كتب في ذلك رسالة مفحمة في عدم شرعية هذا القانون وعدم منطقيته. وانكفأ بعد ذلك على نفسه يدرس علم المنطق للعموم على قارعة الطريق. ولكنه فوجئ بالأمس القريب ب »شلة« من أشقياء السياسية يحضرون دروسه. وسرعان ما اختلف معهم لا بسبب القانون ذائع الصيت في الاستحواذ على أصوات الشعب دون الشعب بل بسبب أنهم قضوا الوقت في تقييد العود. وكان الخلاف الثاني حين أثاروا نقاشا بخصوص الكذب: هل هو سياسة أم أخلاق؟ وهل السياسي حين يكذب يعتبر كذابا أم لا؟ وطال بهم النقاش إلى أن توصل أحدهم إلى أن الكذب في السياسة تكتيك. وتوصل آخر إلى أنه طُعم للسمك المستدرج وللغزلان النافرة وللخيول الجافلة. وتوصل ثالث إلى أنه ضرورة من الضرورات وجوزه ببعض من الآي الكريم. الأستاذ عبد العظيم مختص في المنطق وقد رأى في نفسه الأهلية التي تتيح له المشاركة في كتابة الدستور القادم حتى يجنبه الحشو والتناقض وتحصيل الحاصل وغيرها من عيوب المنطق. وتصور للحظة أنه سيكون من المنتخبين المختارين المنتدبين لتلك المهمة الجليلة خصوصا أنه رجل موثوق ومدعوم من نساء جهته جميعا وخاصة من أم اللّيل ومن عيشة بنت العكري ومن الطالبة إلهام. لكنه أقصي منها بجريرة قانون انتخابات مانع من الترشح لغير الأعيان القدامى والجدد. وقد كتب في ذلك رسالة مفحمة في عدم شرعية هذا القانون وعدم منطقيته. وانكفأ بعد ذلك على نفسه يدرس علم المنطق للعموم على قارعة الطريق. ولكنه فوجئ بالأمس القريب ب »شلة« من أشقياء السياسية يحضرون دروسه. وسرعان ما اختلف معهم لا بسبب القانون ذائع الصيت في الاستحواذ على أصوات الشعب دون الشعب بل بسبب أنهم قضوا الوقت في تقييد العود. وكان الخلاف الثاني حين أثاروا نقاشا بخصوص الكذب: هل هو سياسة أم أخلاق؟ وهل السياسي حين يكذب يعتبر كذابا أم لا؟ وطال بهم النقاش إلى أن توصل أحدهم إلى أن الكذب في السياسة تكتيك. وتوصل آخر إلى أنه طُعم للسمك المستدرج وللغزلان النافرة وللخيول الجافلة. وتوصل ثالث إلى أنه ضرورة من الضرورات وجوزه ببعض من الآي الكريم. أما الأستاذ عبد العظيم فبين لهم أن الكذب هو باب للعبقرية شارع. فصفقوا. وصاحوا بصوت واحد: مرحى! مرحى! نحن عباقرة! نحن عباقرة! لكن الرجل ما لبث أن ضرب بعصاه على المنضدة وصاح فيهم: صه! أيها الخاسرون الخاسئون! الكذب الذي أتحدث عنه هو عنوان العبقرية عند الأدباء والعلماء وعند الأطفال سائرهم وعند النساء سائرهن. وهذا النوع من الكذب هو صنو الخيال يلجأ إليه العقل ليصبح باب التفكير مشرعا لا تحده حدود. أما أنتم فلا تفكرون. وإنما لكم رغائب تخضعون العقل إليها. هيّا! افرنقعوا عني! افرنقعوا عني ! لقد انتهى الدرس الأول في علم المنطق وهو في المنطق العاطفي.