أي أنت أبا مهل الرائع الحبيب. يا شيخ مدينة الباأوباب الفاضلة. اعلم أني انكفأت اليوم على نفسي محزونا مكروبا في حديقة البلفيدير لما ركب القوم كلب الكراسي ولما وجدتهم قصار نظر أكثر منهم رجال بعيدو همم يتطلعون إلى ما وراء الأفق مثل حنبعل وعقبة وطارق (...)
لما حضر اليوم قرود بين يدي أبي مهل بادره هذا بسؤاله المؤجل منذ أيام . فدار بينهما الحوار التالي:
قل يا قرود لماذا بلد العجائب هو بلد العجائب؟
لأنه بلد المفارقات.
وكيف؟
لقد ثار الشعب فيه ثورته دون سابق علم من قبل مراكز التجسس الدولي ومراكز (...)
لما التقى أبو مهل بقرود ثانية سأله سؤاله هذا:
ألا يشبه أهل بلد العجائب أولئك الذين يأتون غابتنا لصيد الفيلة والزرافات وأحيانا القردة أنفسهم؟
لا أدري. فعندما خرجت من مدينة الباأوباب كنت صغيرا ولم يبلغني حينذاك عن هؤلاء الصيادين شيء.
هم يأتون (...)
هل تذكرون من أمر قريدة شيئا؟ لقد حملت قريدة من قريد. ولما أن وضعت احتفت مدينة الباأوباب وارفة الظل بقرّود. ولما أن شب هذا عزم على الضرب في الآفاق كوالده. وسنحت فرصته لما أن حل بالمدينة تاجر من بلد العجائب. فعرض شراءه. فقبل قرّود. ودفع له التاجر (...)
وماذا؟
لقد كتب الكاتب الانترنوتي المجهول إلى أصدقائه.
كقولك الجندي المجهول؟
أي نعم ورب السغبة.
وماذا كتب؟
لقد كتب يقول في حوار مخيل هو التالي :
حوار بين طفل تونسي وأبيه دار عام 2022 :
"الطفل: بابا..بابا..اليوم قرينا على ثورة وقعت في تونس (...)
وماذا؟
لقد كتبت إلي تلك المرأة التي تلقب بأم إياد رئيسة جمعية الكرامة من أجل الشعب.
وماذا كتبت؟
اسمع يا أستاذ عبد العظيم. لقد كتبت لي تقول في حوار مخيل هو التالي:
حوار بين طفل تونسي وأبيه دار عام 2022
»الطفل: بابا..بابا..اليوم قرينا على ثورة (...)
مرّة أخرى يحضر المنطقُ واللامنطقُ ومرّة أخرى يتدخل الأستاذ عبد العظيم. إذ لقد جاءه أبو صابر اليوم مزمجرا كأسد الفلاة. فقال له: تصور يا أستاذ عبد العظيم!
ولم يسعه التعبير عما يجول في خاطره. فبدا كالمختنق يسحب هواء فلا يفوز به. فأنجده عبد العظيم (...)
جاءني اليوم الأستاذ عبد العظيم ليلقي علي الدرس الثالث في المنطق وقد انفضّ من حوله تلاميذه من أشقياء السياسة. إلا أنه قبل أن يفعل ألقى علي درسا في الأخلاق. فقال: اسمع يا ثقيف! إذا وجدت العالم فاقدا للرشد فلا تسعى إلى إعادته إليه. فالرشد لا يعود (...)
جاءني الاستاذ عبد العظيم مغضبا، فأمطرني بوابل من الأسئلة:
أو سمعت يا ثقيف بأخينا يهودي جربة الغراء؟
وما به؟
سئل عن الوضع في البلاد. فأجاب بأنها داخلة في جبل.
باب وعندو بوه، ذلك ان كثيب الرمل في الجزيرة الغراء جبل في عينه.
ثم أو (...)
قال الأول للثاني : تراك سرقت الخزينة العامة ؟
فأجابه الثاني : لا . أبدا.
فقال الأول : تراك سرقت البنك المركزي ؟
فقال الثاني : لا. أبدا.
فقال الأول : تراك زرت البنك المركزي ؟
فقال الثاني: زرته. ولكني لم أسرق منه شيئا.
فقال الأول: إذن أذهبت (...)
لما شرع الأستاذ عبد العظيم في إلقاء درسه الثاني في المنطق حضر من جملة من حضر مع نساء المدينة النّجّب الأربع: رشود وبرهوم ونجوب وجعفور. وأرادوا كالعادة إضاعة الوقت وبث الفوضى. فأعاد الأستاذ الانضباط لهم بصولجانه. ثم قال:
الآن يبدأ الدرس الثاني (...)
لما شرع الأستاذ عبد العظيم في إلقاء درسه الثاني في المنطق حضر من جملة من حضر مع نساء المدينة النّجّب الأربع: رشود وبرهوم ونجوب وجعفور. وأرادوا كالعادة إضاعة الوقت وبث الفوضى. فأعاد الأستاذ الانضباط لهم بصولجانه. ثم قال:
الآن يبدأ الدرس الثاني في (...)
الأستاذ عبد العظيم مختص في المنطق وقد رأى في نفسه الأهلية التي تتيح له المشاركة في كتابة الدستور القادم حتى يجنبه الحشو والتناقض وتحصيل الحاصل وغيرها من عيوب المنطق. وتصور للحظة أنه سيكون من المنتخبين المختارين المنتدبين لتلك المهمة الجليلة خصوصا (...)
أبو غبي هذا أعزكم الله ليس رجلا غبيا ولا عاديا. فقد ادعى النبوة مرة وادعى الحج أكثر من مرة. إلا أن القرية أكدت حَجَّهُ وإن لم تؤيد نبوته. ولكن لم يحدث منها أن نبذته أو عاقبته بعقاب البتة. بل لقد كان رجالها يُجِلُّونه أي إجلال. أما نسوتها فكن (...)
يبدو أنها كتبت بالأحمر: »نحبك يا قطوسي«.
وأمضت إيمان.
ويبدو أنه كتب إليها بالأصفر: »سامحني. إنت ماكش متاعي. إنت متاع أحمد«.
ثم يبدو أنها كتبت أحمد بهذا الشكل: »أحم. « 0 ثم شطبت على ما يبدو أنه صفر.
ويبدو أنه عاد فكتب بالأحمر: »ماله انت (...)
»جدي رجل غريب السمات والتقاسيم حتى لقد خيل إلي مرات أنه ليس من البشر بل من جنس الشجر. فكنت أراه حينا شبيها بشجرة الزيتون الوارفة وحينا بالنخلة الباسقة وحينا بشجرة السنديان في جبال خمير أو بالباووباب في السنيغال وما وراءه. ولما كنت صغيرا كنت أسأله عن (...)
جاء أبو صابر لعبد العظيم. فقال له: أستاذ عبد العظيم هل تترشح للمجلس التأسيسي؟
فأجابه عبد العظيم قائلا: لا.
فرد أبو صابر: ولماذا لا سيما أننا ليس لنا من هو في أمانتك ونحن نعرف أن لك قلما كقلم سيدي البشير يجمّد الماء.
فقال عبد العظيم : لم أجد نساء (...)
عاد قُرَيْد بِوَعْثِ السفر وقد كانت عصاه على متنه وصرة أغراضه متدلية منها. فلمحته القرَدة من متساكني شجرة الباووباب العظيمة وارفة الظل. فصاحت بأعلى صوتها في قريدة: قريد الظريف قد عاد يا قريدة . هيا اخرجي إليه لتستقبليه.
فخرجت قريدة تقفز قفزا (...)
كان رجل قد سافر. فأوغل بعيدا في مفازة من المفازات. فتقطعت به السبل. ولما حلَّ به الليل ألفى نفسه غير بعيد عن ضوء يغطس إلى أسفل واد. فتنزّل إليه، ونادى: يا صاحب البيت بالله عليك اخرج إلي!
فرد عليه صوت امرأة قائلا: من أنت؟
فقال: لقد تقطعت بي (...)