«إلى أمّهات شهداء الكرامة والحرّية، في بلادي وفي بلاد العرب من الميحط إلى الخليج». لا تذرفي الدّمع يا... أمّ الشّهيد، خلّيه في بؤبؤ العين أغرودة، صدّاحة بالفخر، أبيّه! تلفّعي، بالرّاية الحمراء اعتزازًا. يفرّ الحزن من عينيك مَدْحُورًا ذليلا! يا أمّ الشّهيد، ابنك قد دَحَرَ خَوْفًا... عشّش في الدّواخل دهرًا، هدّامًا... هدّاما! ابنك، قد فتح كلّ الأبواب وتحدّى جور السّلطان، حطّم صنم الفسّاق، وظلام الطّغيان! ابنك يا أمّ الشّهيد، قد شيّد في هذه الأرض صرح كرامهْ!.. هذا التّاريخ الْقَالُوا عَنْهُ: مَاتَ!. ابنك قد أحيى التّاريخ، قد صنع للأمّة مجدًا آخر وشهامهْ! يا أمّ الشّهيد، ابنك الآن مع الأرواح، في الأجواء يرفل في الأنوار سنيًّا... سنيّا! انظري، إنّه الآن يهدي لنا وطنًا، شامخًا في الانعتاق أبيًّا أبيًّا! سترفعه الجموع في كلّ عيد نشيدًا، جبّارا يتوهّج،،، يتوهّج بالحرّيهْ! ابنك، يا أمّ الشّهيد دماؤه الزّكية التي... قد أسقت الثّرى،،، بعطرها الزّكيّ، ستنْبُتُ سنابلَ في الرّوح، بفيئها تنْصهر القصيدة: لهيبها يشتعل حياة!، وجمرها سيوقد المدى بضوعها الشّذيْ! وينهض من قيده الوطنْ، لينحت من عِتْقه أهزوجة الرّبيع! صالح الطرابلسي (مرناق في جوان 2011)