هي قطعا واحدة من احلى الاصوات العربية التي تجبرك طوعا لترهف إليها السمع بلا كلل ولا ملل.. تنتزع منك الانصات... تسمعها فيأسرك صوتها الملائكي بعذوبته فتنهل سمعا من النبع تروي ضمآ الروح ويتطهر الجسد من ادران التعفن المفروض عن اسماعك غصبا صباحا مساء... صوت يورخ نفسه دون عري، عراء لغة ما بعدها عراء بعد ان الفت عيوننا عري كليبات غرف النوم والعبارة الاخيرة لمرسال خليفة . من فرقة الميادين انطلق الصوت العابر للافق، ولذات الميادين ظل وفيا... لم يتمرد ولم ينزع ولم يتزحزح... بالابيض الصافي النقي شدى «ظالم يا غزال» ذات صيف فعرفناه في انتقالاته الصوتية المربكة.. هكذا عرفناها مع الرائع مرسال خليفة فالفناهما ثنائيا يوشح صدر الميادين التي كانت تعمر بعشاقهما ومن معهما وهما اللذان كانا ولا يزالا يوزعان فينا انتصار الروح لكل جميل يرشح في الذاكرة الموجوعة / المفجوعة بعد ان وقفنا معهما «على الحدود» في إنتظار «احمد الزعتر» و»جواز السفر»... في «البال اغنية» واغنيات كلما اعدت سماعها وجدتني من قبل لم اسمعها!! في البال اغنية هات اميمة نسمعها... صوت أميمة الخليل المعتق الذي لم تزده السنون الا توهجا وصفاء سيكون حاضرا هذا السبت ضيفا علينا نحن اولا وعلى آمال الشاهد ثانيا وهي التي اختارت الترفع في منوعتها الشهرية «الدار داركم» عن استضافت نجوم الملاهي الليلية او استغلال تواجد بعض نكرات واشباه المرددين لم ولن نقول المطربين لتنطلق في اغراقهم بالالقاب الخداعة نظير جملة يضحكون بها علينا منذ ربع قرن او يزيد مفادها ان الجمهور التونسي «زوّاق.... واضافوا لها برشة... برشة..!!» آمال الشاهد وكل اناء بما فيه يرشح لم تدخل سباق التنافس المحموم على تبليد الزوق العام عفوا الذوق ولم تجنح الى استقدام من هم في بلدانهم غير معروفين ولن نقول اكثر، بل اختارت التحليق مفردا ولنا معها صيغة الجمع، آمال فتحت أبواب دارها ودارنا لكل جميل وليت البقية يدركون ... ولكم نتمنى ان تكون استضافت آمال الشاهد لاميمة خليل فرصة لهؤلاء الذين يتوهمون ان انجاح برامجهم ومنوعاتهم يمر عبر حتمية التوغل في ثنايا المراهنة على النكرات للاطلاع والاستمتاع بلقاء هامة فنية بقيمة أميمة الخليل صوتا يشدو ولسانا ينطق وعقلا يفكر وحق له ان يتكبر لاننا على رأي محمود درويش (بتصرف طبعا). نحبه اكثر نسيمه عنبر وصوته سكر كان يمكن ان تكون كلما مرت في البال اغنية اطرد قهوتي واقول تلك كان يمكن ان تكون ملهمتي!!! هكذا يصور كمال بوعجيلة بتصرف طبعا شبقية اللحظة ولكم انتم ان تتصوروا متعة اللقاء مع فنانة بقيمة اميمة خليل التي نعدكم بحوار مطوّل معها سننشره في عدد لاحق... ولكننا في هذه اللحظات لكم نشفق على الزميلة امال الشاهد التي لم يترك لها من سبقها وصفا اوتعريفا الا وتصدقوابه نيابة واصالة عن انفسهم فقط، وليس علينا او باسمنا طبعا لاننا لم نحملهم تفويضا او ما شابه ذلك.. نشفق على آمال الشاهد ونحن على يقين ان تقديم الرائعة اميمة خليل حتى ولو جاء بجملة واحدة تقول اميمة التي وقفت مع مرسال خليفة على ركح قرطاج ايام استقباله للمبدعين وعادت إليه منذ اقل من سنتين فاغتسلت جنباته من نتوءات الفن العفن، يكفي... مع الرائعة أميمة الخليل سيطل من الشباك عصفور ليقول ان لنا في العمر متسع للانصات وهذا ما تعدكم به آمال الشاهد في «الدار داركم»...