تعددت في الايام الاخيرة الماضية الانتقادات الموجهة للجنة الفرز الخاصة بالدورة الثامنة عشرة لمهرجان الاغنية التونسية التي ستلتئم ايام 28 / 29/30 و31 مارس القادم، وارتفعت الاصوات المنددة هنا وهناك بغربلة لجنة الفرز التي باتت تتعرض لعديد الانتقادات اللاذعة من هذا الطرف او ذاك. الانتقادات التي من المؤكد انها ستزداد نضجا في الايام القادمة لها في جوانب عدة ما يبررها وهي التي جاءت وليدة عملية اختيار تركيبة لجنة الفرز المكلفة بغربلة الاعمال المسموح لها «ونؤكد على كلمة المسموح لها» بالتواجد في الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى التونسية!!! ترضيات وأشياء اخرى...!!! من المؤكد ان إدارةمهرجان الموسيقى التونسية قد سقطت من حيث لا تدري او تدري في فخ الترضيات وفسحت المجال للمغضوب عليهم هذا العام لشن هجومهم الكاسح لتشكيك في اعضاء اللجنة وقدرتهم على الانتقاء بعد ان وجدنا ضمن هذه اللجنة اسماء هناك شبه اجماع معلن وخفي ايضا على محدودية تكوينها الاكاديمي وتجربتها التقويمية والاستئناس بحكمها... فليس كل من رصف بعض الكلمات بشاعر وليس كل من دندن بعض الجمل الموسيقية بملحن!!! إدارة مهرجان الموسيقى سقطت ايضا في خطأ الترضيات والمجاملات لاحتواء بعض الغاضبين في الدورة الماضية على غرار مقداد السهيلي الذي تم استبعاده في الدورة السابقة ظلما فشن هجومه المعروف وهو الذي كان وبشهادة الجميع على صواب. ومن الطبيعي والمنطقي ان يثير تواجده هذا العام ضمن لجنة الفرز عديد التساؤلات التي تتجاوزادارة المهرجان في حد ذاتها لتطال الفنان مقداد السهيلي بالاساس حتى وان كان لمقداد السهيلي موقف آخر نقدر منطلقاته ولا نتعارض واهدافه. فالمطلع على تجربة مقداد السهيلي الفنية واشتغالاته كانواينتظرون ان يتقدم صاحب «غروضات» الى مسابقة هذا العام بعمل جديد لا ان يتم احتواء غضبه بهذه الطريقة التي تفتح ابواب التأويل على عديد الواجهات وتجعلنا نتكهن بتواجد الفنانة زهيرة سالم او عبد الوهاب الحناشي على سبيل المثال بحكم رفض عمليهما في لجنة الفرز للدورة التاسعة عشرة المقررة للعام القادم!!! تهديد ووعيد!!! لن نستعجل في اصدار احكام مسبقة للتكهن بفشل او نجاح المهرجان ولو ان التأمل في قائمة الاسماء المشاركة في الدورة الثامنة عشرة لمهرجان الموسيقى يثير علامات استفهام ويجعلنا بصدد انتظار لبرامج اكتشاف المواهب على غرار «طريق النجوم» او «فن ومواهب» ولو ان بعض الاسماء المشاركة تستند على هامات شعرية وموسيقية لا يستهان بها. والحال كما ذكرنا فان الظروف تقتضي توضيح عديد النقاط انصافا للمهرجان او للمغضوب عليهم والذين يؤكدون هنا وهناك انه تم حرمانهم زورا وبهتانا من المشاركة لفسح المجال وتعبيد الطريق لهذا وذاك للتتويجات ومن هذا المنطلق علمت «الشعب» ان اقتراحا صدر عن احد اعضاء لجنة الفرز يقضي بنشر الاعمال المرفوضة ووضعها على ذمة العموم للاطلاع عليها اكانت نصوصا شعرية ضعيفة وغير مكتملة التعبر والصورة الشعرية الجملية او الحانا قديمة «مجمرة» حسب تقدير صاحب المقترح!!! الفكرة في اعتقادنا ربما تسهم في التخفيف النسبي من شراسة الهجمة التي تتعرض لها لجنة الفرز التي وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه ولو ان الفنان مقداد السهيلي الذي التقيناه عشية الاثنين الماضي يؤكد ان المهرجان في حاجة متأكدة لمزيد الغربلة حتى ينهض بدوره كاملا وتعود إليه هيبته مقدما عديد الاقتراحات التي سنعود لها تباعا في إعدادنا القادمة.