نظم العشرات من الأساتذة والمعلمين يوم 27 جويلية 2011 اعتصاما بنزل الزهراء بمدينة الزهراء بولاية بن عروس للمطالبة ببطلان مؤتمر منظمة التربية والأسرة الذي تقرر انعقاده يومي 27 و28 جويلية الجاري. المربون الذين انتظموا بتأطير من النقابتين العامتين للتعليم الأساسي والثانوي رفعوا شعارات مناهضة للمؤتمر باعتبار ان المشاركين فيه هم من معاوني التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل ومن الذين تورطوا في تخريب المنظومة التربوية ببلادنا. وفي تصريح للشعب قال الاخ حفيظ حفيظ الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الأساسي ان هذا الاعتصام هو تكريس لموقفي نقابتي التعليم الأساسي والثانوي من اجل تطهير منظومة الفساد في منظمة التربية والأسرة التي خدمت بن علي على امتداد السنوات الأخيرة وقدمت له الخدمات وخربت المنظومة التربوية لذلك فان طرد وعزل كل من تورط في ذلك هو مطلب مشروع. من ناحيته، ابرز الاخ زهير المغزاوي عضو النقابة العامة للتعليم الثانوي ان هذه الوقفة الاحتجاجية نظّمت من اجل ابطال مؤتمر منظمة التربية والأسرة باعتبارها نابعة ونتاجا للتجمع الدستوري وهي الآن تعقد مؤتمرها بنفس تركيبتها القديمة وهذا ما يعني ان التجمع مازال موجودا بيننا واكد ان قيادات هذه المنظمة متورطة في فساد مالي واخلاقي وللنقابات والمنخرطين ملفات في هذا الصدد كما ان هذه القيادات كانت سابقا ضد تحركات المناضلين واشار الى ان الغريب في الامر ان الحكومة المؤقتة تسمح بعقد هذا المؤتمر تحت حماية امنية مشددة. رئيس المؤتمر يتحدث تمكنت الشعب من الاتصال بالسيد سالم المكي رئيس المؤتمر وواجهته بعديد الأسئلة حول تورط قيادات المنظمة في تخريب المنظومة التربوية وتورطها مع رموز الفساد فأكّد ان المؤتمر شرعي ويجري تنفيذه حسب القانون الأساسي والنظام الداخلي بكل حذافيره واضاف ان مؤتمري المنظمة لا علاقة لهم بالتجمع، فهذا الحزب قد تم حله ومناضلو المنظمة هم مواطنون تونسيون وضعوا انفسهم في خدمة المجتمع المدني . ونفى السيد المكي التهم الموجهة حول الفساد قائلا انه يجب إظهار الحجة والدليل على ذلك وهذا الكلام سيكون له القانون بالمرصاد كما نزّه محدثنا النقابات واعتبر مواقفها وجهة نظر محترمة وان القيادة الجديدة للمنظمة ستسعى الى ربط علاقات مسؤولة مع النقابات من اجل الرقي بالمنظومة التربوية. حضور أمني كبير ومباشرة بعد ابتداء الاحتجاج حضرت قوات امنية كبيرة الى جانب وحدات من الحرس الوطني لحماية المؤتمر كما تم الاعتداء على عدة نقابيين من بينهم الاخوة الكافي العرفي ومحسن بن مبروك واقبال العزابي من قبل عناصر تم جلبها لتعزيز حماية المؤتمرين . انسحاب مؤتمرين من جهة أخرى، علمنا ان حوالي 20 نائبا انسحبوا قبيل انطلاق المؤتمر احتجاجا على ما أسموه بالوضع المريب للمنظمة وبظهور مؤشرات تدل على نية الالتفاف وعدم الاستعداد لتغيير السلوكيات القديمة التي دأب عليها بعض الأعضاء واستعمال كل الوسائل للمغالطة واستغفال المنخرطين من أجل تحديد قائمة مسبقة للمكتب الوطني الجديد واختيار رئيس المنظمة قبل انطلاق أشغال المؤتمر كما أكدوا ان نفس هذه المجموعة تواصل التعتيم على مسائل عديدة تستحق الكشف والمسائلة وطالبوا بتأجيل المؤتمر الى حين توفر شروط الشفافية والديمقراطية.