لئن كتبنا في مفتتح السنة الدراسية عن ظروف النقل بجهة صفاقس و ما يتكبده المواطنون من مشقات جمة و ما يعانيه خاصة الطلبة من أتعاب مضنية تؤثر سلبا على نتائجهم الدراسية فإننا نجد أنفسنا مضطرين للعودة للحديث عن هذه المشكلة و المعضلة مرة ثانية. لقد بلغ السيل الزبى و طاف بالمواطن الكيل و تحولت حياته إلى جحيم لا يطاق من جراء خدمات الشركة الجهوية للنقل بصفاقس: تاخر في مواعيد الحافلات، عطب متكرر يوميا، عدم وجود حافلة بالمرة الشيء الذي جعل المواطنين يتهافتون على سيارة الأجرة وهذا ما أثقل كاهل الولي خاصة حينما يجد نفسه مضطرا لتوفير المال لابنه لكي يكتري سيارة أجرة حتى يتمكن من الالتحاق بمدرسته أو كلّيته في حين أنه سبق أن دفع الآلاف مقابل اشتراك سداسي أو سنوي... للمصلحة المالية للشركة الجهوية للنقل بصفاقس. المواطنون التحقوا المرات العديدة بمقر الشركة و رفعوا شكاياتهم و لكن لا حياة لمن تنادي و طالبوا باسترجاع أموالهم و فسخ الاشتراك. و لكي نعطي كل ذي حق حقه و ننصف الآخر فإن أعوان الشركة و المسؤولين متفهمون للوضعية و يقرون بأن خدمات الشركة سيئة جدا و لكن الأمر يتجاوزهم و لا بد من قرار جريء و عزيمة جادة من قبل السلطة لإحياء الشركة من جديد بوسائل مادية و بشرية في مستوى مدينة اسمها عاصمة الجنوب و محضنا لعديد ولايات الجمهورية.