كن وطنا كالموج العاصف عند احتداد الغضب... كن وطنا كالعواصف عندما تتلبد وتتزاحم في رحم السماء معلنة بداية الكارثة... كن كما تشاء ولا كما يشاؤون لك... كن حربا كن سلاما... لكن لن تخوننا مثلهم أبدا... جبناء هم كجبن الخيانة، ولن يقدروا على تسلق جدرانك وأسوارك والتسامر مع أحلامك وآلامنا... لن يقدروا حتى على الخطوة الاولى من آلاف الاميال الفاصلة بين سراديب أمنك وسراديب الموت المقنن لديهم... هل تعلم لماذا يا وطني...؟ لأن رحم أرضك علمنا أبجدية الحلم والألم قبل ان نولد، فولدنا ونحن نعي الحياة قبل ان تعينا ومتنا كي نَهَبَكِ حياتنا وامتداد الحلم فيك وفينا... سجل عندك يا وطني، عندما احلم ويداهمني مخاض الحلم، ألد الحلم ميتا لأنه لحظة ميلاده يكون قد تجاوز سن الشيخوخة لطول سنين الانتظار في باطني... وموت الحلم يا وطني لحظة مصافحة الحياة يعني انه أدرك ما لم تدركه انت وانا، وأراد ان يرحمني من عذابات التنفيذ العقيم المفعول... فكان الاتفاق بيننا على الفراق قبل اللقاء... فإلى متى يا وطني أظل رحما يحبل بأحلام محالة على الشيخوخة والتقاعد الاجباري... الى متى... يتباعد الحلم عني كتباعد الروح... لحظة انفصال عن الجسد تتباعد عنّي طمأنينتي... ويأتي ليلي مزمجرا... يهز أركان روحي صارخا... أشعلي شموعك فيّ وذوّبي دمعة تلو اخرى واحترقي فتيلا بعد فتيل... هاته الليلة قربانا للمخاض الوطن على عتبات ظلمتي ينتظر ولادة فجرك هل أزفّ الخبر للنجوم... ولشعاع شمس يراود الظلام عن نفسه...؟ أغمض عينيّ عن وجع فيّ يناجي حلمه... يتباعد عني وعي بذاتي وأفقد حق الرد عن سؤال... سيظلّ جرحا في عمق الروح...