حين دار القدح جاؤوا من كل صوب وحدب يجلبون السلع تكتلوا احتشدوا تشاوروا باعوا وانتثروا ثم حين دار القدح تحلقوا حولنا.. اشاروا إليك.. دار القدح. توقف عند رجليك.. انقبض صدري صاحوا هذا هو المطلوب، هذا هو القربان المقدّس. وانزعجت. حاولت ان افديك. كان يجب ان افديك. دار القدح مرّة أخرى. توقف ثاية عند رجليك. هزّني شعور غامض. انتزعوك منّي واخذوك بعيدا. سقطت مغشيا عليّ، صبّوا الماء البارد على وجهي... قالوا دار القدح مثنى وثلاثًا واننا انخبناه. ورأيتني في المنام اني اذبحك وسال الدم ثخينا ثوارا.. سال جداول صغيرة تجمّع بركا حامت حولها القطط والكلاب، كانت تلعق الدّم تموء وتنبح وأنا اقطع اللّحم كل سنة، ثم وضعته قطعًا صغيرة في الأكياس ثم أدخلتها في الثلاجة وهزّني شعور وحشي ضَارٍ... حين تهيج الذكريات افتح الثلاجة وآخذ اكياس اللحم وارميه للقطّ الاسود الجائع فيلتهمه وأنا اربّتُ على فروه الناعم... بعد عدّة اسابيع ألمح القطّ يسمن. آخذه وأبيعه ثم أعود ألملم أدباشي وأهجر البيت. حين استيقظت بكيت بكاء مرّا وقرّرت ان أفديك مهما كان الثمن. يجب ان افديك...