انعقد المؤتمر الثاني والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل بعد حوالي سنة من ثورة 14 جانفي، ثورة الحريّة والكرامة وفي ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية أقل ما تُوصف به أنّها متأزّمة. المؤتمر الثاني والعشرون أنهى أشغاله وأفرز مكتبا تنفيذيا وطنيّا، ومثلما تابع كلّ المهتمّين بالشأن النقابي والوطني عمومًا فإنّ هذا المؤتمر حقّق الأهداف المرجوّة منه بنجاحٍ، ويمكن إجمالها في النقاط التالية: تقييم جدّي للتجارب السابقة واستخلاص الدروس من الأخطاء ودعم المكاسب. رسم برنامج عمل عميق وواضح يحدّد أهداف المسار القادم وآليات تطبيقها. حافظ على تطبيق القانون وعزّز وحدة النقابيين. شدّد على الدور الوطني والاجتماعي الذي يضطلع به الاتحاد وأكّد مكانته على الساحة السياسيّة. ومن بين أكثر المهام حيويّة التي رسمها المؤتمر هي مهمّة تطوير الاعلام النقابي وتحديث سُبل التواصل والاتصال بين النقابيين والرأي العام الوطني، وقد أكّد النواب في مؤتمرهم على وجوب انجاز نقلة نوعيّة في هذا المجال وفق التوصيات التالية: تطوير السياسة الاعلامية للاتحاد من خلال اعتماد آليات جديدة مواكبة للعصر ومنها: 1) إنشاء إذاعة خاصّة بالاتحاد تنقل رأيه بسرعة إلى الرأي العام. 2) بثّ مواد إذاعية مسموعة ومصوّرة عبر الانترنات. 3) العمل الدائب على اقتطاع حصص ولو مدفوعة الأجر في القنوات الاذاعة والتلفزية. 4) إعادة توضيب الموقع الالكتروني للاتحاد وإعداد صفحات منه باللغات الفرنسية والانڤليزية والايطالية والاسبانية والألمانية وإنشاء مواقع فرعية خاصة بالاتحادات الجهوية والقطاعات. 5) إقامة منظومة تراسل إلكترونية نقابية. 6) الحرص على ملاءَمة محتوى جريدة «الشعب» مع الواقع المتغيّر المحيط بالشغالين. 7) إنشاء مصلحة في الأمانة العامة تعنى بالاستماع الى الإذاعات والتلفزات ومتابعة المواضيع التي تطرحها في علاقة بالاتحاد وعالم الشغل. 8) إنشاء مؤسسة متخصصة تجمع بين مهام الصحافة والطباعة وتتولى طبع الجريدة وطبع كل الوثائق الخاصة بالاتحاد والتوزيع. 9) تحديث طريقة توزيع الجريدة والعمل على إيصالها إلى المشتركين في الإبّان... 10) تنظيم تظاهرات ثقافية كبرى على غرار مهرجان النقابيين الشعراء واقتطاع فقرات خاصة في المهرجانات الدولية والوطنية والجهوية... وإنّنا، أسرة جريدة «الشعب»، نشعر بجسامة المهمّة التي وضعها نوّاب المؤتمر على عاتقنا، لكنّنا واعون بأهميّتها، عاقدون العزم على أدائها، مصمّمون على المُضي قدمًا لانجاحها بروح المسؤولية والتعلّق بمنظمتنا والوفاء للشهداء، وإن جانبًا كبيرا من نجاح مهمّتنا يتوقف على مساعدة النقابيات والنقابيين من مختلف هياكل منظمتنا لدعم جريدتهم والمساهمة فيها ونقدها وتطوير مادّتها وأساليبها. مهمّة جسيمة نعم، لكنّها غير مستحيلة، وإنّا لها...