يتحدّثُ الأغبياء عن التداول السّلمي للسلطة وعن التحوّل السّلس الذي كرّسته الصورة التلفزية المقيتة (صورة المبزّع مع المرزوقي وصورة الباجي قايد السبسي مع حمّادي الجبالي)، وهذه الصّورة (أو الحبّة المسكّنة للأوجاع) كانت الأخطر علي الإطلاق في نظري فالسيد فؤاد المبزّع كان من سدنة النظام البائد ولابدّ من محاسبته والدّليل افتتاحيته بمجلة الصادقية عدد 53 (مارس2010) ولنا نسخة منها لا تنطق عن الهوى تمجّد انتخابات 2009 المزوّرة. فقد كان شاهد زور، وشهادة الزّور ضدّ الشّعب تلزمها محاسبة عسيرة، أوّلاً: إلزامه أخلاقيّا بتقديم اعتذار مكتوب للشعب التونسيّ ثمّ محاسبته على الأموال التي جمعها بطرق غير شرعيّة إذا ثبت عليه ذلك. لكن لا أحد يستطيع أن يقدّم قضيّة ضدّه لأنّ السيد المرزوقي سيرفض ذلك! وبالنّسبة إليّ مواطنًا تونسيّا بسيطًا، لستُ محاميًا ولم أدرس في كليّة الحقوق حتّى أرفع قضيّة ضد المبزّع لمحاسبته فيما يتعلّق بشهادته حول الانتخابات المزوّرة وفيما يتعلّق بممتلكاته الخاصة والعاڈئليّة. 2 من الأشياء التي جعلتني «أتصكَّكُ» أو أموت ضحكًا، بما أنّ اللّغة العربيّة تقولُ «ماتَ ضحكا» أي من شدّة الضّحك، كما تجيزُ لي اللّغة العربيّة أن أقول في الشتاء «شَوانِي البرْدُ» عوض جمّدني البردُ.. قلتُ من الأشياء التي جعلتني دامع العينين من شدّة الضّحك برقيّة السيد وزير العدل المؤقّت إلى السيد رئيس اتحاد الكتاب التونسيّين إثر نجاح المؤتمر المهزلة يومي 27 و28 ديسمبر 2011 بشهادة الصّحافيين الحاضرين هناك (الشروق والصّريح) وشهادة الأستاذ محمّد الباردي وبمقاطعة نقابة كتاب تونس ورابطة الكتّاب الأحرار ولجنة الآدباء الشبّان وبتنديدهم في جلّ وسائل الإعلام بهيئة تضمّ أربعة مناشدين لبن علي وهم على التوالي: محمّد الهادي الجزيري وشمس الدين العوني وعادل الجريدي ومحمد البدوي الذين لم يُطبّق عليهم الفصل الخامس عشر للمجلس التأسيسي الذي يحرم المناشدين من الترشح ولكن لا يحرمهم من التصويت وهذا الفصل كان من المفترض تطبيقه علي كلّ الهيئات والجمعيات والمنظمات والمجالس والادارات... لكنّ الذي أضحكني أكثر في هذا الأمر، هو ماهي علاقة وزير العدل بهيئة اتحاد الكتاب وباتحاد الكتّاب أصْلاً!؟ وما علاقة وزارة العدل بالكتابة والكتّاب أصلاً!؟ وما علاقةُ وزير العدل ووزارته الموقّرة أشبعنَا اللّه عدَالةً بالإبداع والفنّ والأدب والثقافة!؟ كان يمكن ان تكون البرقية صادرة عن وزير الثقافة، أمّا وهي صادرة عن وزارة العدل وما أدراك ماهي نارٌ حاميهْ! فالأمْرُ يدعو إلي الرّيبة والشّك فيما يتعلّق بعلاقة التجمّع بالنهضة! 3 هاهي الأخطاءُ تتساقطُ كلّ يوم من الرئاسة المؤقتة والحكومة المؤقتة. قلنا لهم منذ البداية لا مجال للاعتداء على الصّحافيين فاعتدوا عليهم أمام الملأ في وزارة التعليم العالي. ولن يغفر أصحاب الأقلام الحرّة ذلك أبدًا ولابدّ من محاسبة المعتدين. ويأتي الخطأ الثاني القاتل من السيد المرزوقي في تدخّل سافر وشنيع ضدّ أهل المهنة بتعيينات مخجلة مقيتة على رأس بعض الإدارات الإعلامية، وفكرةُ التعيين فكرة نوفمبريّة بنعلينية بورڤيبية بامتياز وكان من الأجدر أن ينتخب أهل المهنة في كلّ مؤسسة إعلامية رئيس تحريرهم علي أساس الكفاءة والخبرة والأقدميّة. وعلى الصحافيّين القيام بثورة حقيقية بأن يقولون Dégage اليوم وليس غدًا لكلّ المعيّنين النازلين من فوق! وعلي النقابة الوطنيّة للصحافيّين أن تقول كلمتها الآن... أو علي الدّنيا السّلام ووداعًا لحرّية التّعبير. إنّ الحرب تعمل بجدّ وعلى جميع رجال الإعلام الخروج إلي الشارع ورفض العمل في المؤسسات الإعلاميّة التي حدثت فيها التعيينات بمرسوم ملكيّ عَلِيّ... لقد جاءت القيامة أيّها الرّفاق! لقد وُئدت الثورة!