مساء الخميس عشرين من جوان 2013 أربع فتيات افريقيات يتحدثن لغة الهونولولو، أما أنا فقد كنت أفرك عينيّ المثقلتين من نوم طويل..
***
ما أثقل هذه المدن المليئة بالمتسوّلين، اللّيالي قاتمة اللّون ومليئة بذوات أظلاف متوحّشة.. إنّ حربك مع الثّيران أن تلوّح (...)
غيّب الموت الشاعر والصحافي الكردي الكبير «شيركوبيكه س» عن سن تناهز 73 سنة في أحد مستشفيات ستوكهولم (السويد) بعد صراع مع سرطان الرئة، وذلك يوم الأحد الرابع من أوت الجاري.
«شيركوبيكه س» (الذي يعني أسد الجبال الوحيد في اللغة الكردية) من مواليد محافظة (...)
هذه محاولة أخرى من المحاولات الشعريّة الجادّة في الشّعر العربيّ المعاصر لردم الهُوَّةِ الفاصلة بين الشّعر والنّثر حيث تَمَّحِي الحدود الفاصلة تباعا وفق تقنيات وأساليب متنوّعة مُسرفة في التّجريب على نحو مخصوص حيث يتداخل الشّعريّ بالسّرديّ وبالفنون (...)
لا مجال هذا اليوم للفرجة، ولا مجال أبدا للوقوف على الربوة مثلما يفعل بعض الشعراء والكتاب.
قلة قليلة ظلّت تكتب عن هذا الموت الداهم في كل مكان، وإن هذه القلة كثيرة حقا ولكنها غير كافية ، لقد ظفر أغلب الكتاب بالسلامة المهنية (بعد ان نالوا عضوية بائسة (...)
عبد العزيز الهاشمي شاعر وقاصّ جديد شكّل بنصوصه المتفرّدة إضافة جديدة للشعر التونسي.
فهو في كلّ مرّة يكسر المعهود، ميزته انّه غير متعجّل ويكتب بهدوء. اقتحمنا عليه صمته فكان الحوار التالي الذي يكشف عن مثقّف من طينة الكبار.
يبدو أن الوضع الثقافي في (...)
(إلى الرّفيق الشّهيد شكري بلعيد شاعرا يحمل المشاعل)
في الطريق إلى «الجلاّز» بحّت أرجل الناس، ونبحت عجلات السّيّارات القادمة من السّماء تحت رذاذ صباحات أطلت من وراء القرون. في الطريق إلى «الجلاّز» كان الناس بسطاء مثل أوراق النعناع، بأيْدٍ مترعة (...)
يشكّل معرض الكتاب الدولي حدثا استثنائيا في حدّ ذاته ردا على الغربان والبوم الناعق التي ظلت تتشدّق بأن الكتاب مات في ظل طغيان الفضائيات والانترنيت... لكن زيارة الكتاب اقتناء وقراءة هي الحياة الأبقى على وجه البسيطة، لكن السؤال الذي ظل يراودني قبل (...)
ينتمي الشاعر نزار الحميدي إلى الحركة الشعرية الجديدة التي تشكّلت ملامحها في (الشعب 30/04/2011 ملف الحركة الشعريّة الجديدة) و(الشعب 17/09/2011). وهو عضو نقابة كتاب تونس وعضو حركة نصّ التي تمّ الإعلان عنها في صيف 2011 وتضمّ سبعة شعراء تونسيين وتمّ نشر (...)
أستعير عنوان مقالي من قصيدة للشّاعر الإسباني الكبير «رافائيل ألبرتي» بعنوان «شبح يخيّم على أوروبا» كتبها زمن الفاشية، وذلك للتعبير عن سخطي الشديد على الوضع العام بالبلاد وخاصة في المجال الثقافي والفني والأدبي. فالأمور لا تطاق والمآتم الثقافية تتكرر (...)
يبدو ان قطعان الثقافة قد سيطرت على كل شيء. قطعان من كل حدب وصوب، هي أشبه بمصّاصي الدماء في الافلام الامريكية، هكذا فكرت في المشهد العام لهذا البلد الموبوء الموطوء...
السياسة لها محترفوها: الدجالون على الناس المتشبثون بالكراسي، ولولا نفخ الاعلام في (...)
صدر العدد الأخير من مجلة الكتابة الأخرى وهي مجلة ثقافية دورية تصدر في مصر منذ ماي 1991. المجلة من إنجاز ثلة من الإعلاميين والمبدعين المصريين بإدارة الأخ والمحرر العام هشام قشطة وهيئة تحرير مكونة من الإخوة أشرف يوسف وحمدي الجزار وجيهان عمرو ومكاوي (...)
إن قاعدتي الذهبية التي أدركتها شاعرا بعد هذه السنوات هي ان تحترف فن الصمت والإنصات إلى الأشياء وأن تتكلم بأقل عدد ممكن من الكلمات أن مبتعدًا عن الصراخ والضجيج داخل النص وخارجه. ومن خلال معاشرتي للنصوص الشعرية التونسية تبيّن لي أن أكثر الاصوات (...)
تاريخ نادي القصة بالوردية عريق ضاربٌ في الإبداع من خلال مواظبته علي إصدار مجلّة «قصص» وعلى إقامة الندوات والملتقيات ومنح الجوائز سنويّا في القصة المنفردة والمخطوط، لكن، الظّاهر أنّ الثورة كانت عكسية فبدأت عقاربُ ساعة جماعة نادي القصة تدور إلى الوراء (...)
ببادرة من الاتحاد العام التونسي للشغل ووزارة الثقافة انعقدت صباح الاربعاء 29 أوت 2012 بنزل الهناء الدولي، ندوة أدبيّة مخصّصة لتجربة الشاعر الكبير محمود درويش في ذكراه الرابعة.
كانت الندوة بعنوان «مازلت حيا في مكان ما» ترجمة لما في قلوب التونسيين (...)
تم افتتاح الملتقى الوطني «منور صمادح» للشعر يوم الاربعاء 6 جوان الجاري بدار الثقافة ڤمرت. وقد امتدت فعالياته الى السبت 9 جوان.
كان الجمهور عشية الخميس على موعد مع دراسة حول الأدب والالتزام في تجربة منور صمادح للأستاذ شكري السلطاني، ثم فُسح المجال (...)
تم مساء أول أمس الخميس افتتاح وذلك في فضاء متحف قرطاج الأثري بعرض موسيقي لياسمين حمدان ومارك كولين (من لبنان) وعرض آخر لبديعة بوحريزي (من تونس)، وتواصلت الفعاليات أمس الجمعة بعرض لمريم صالح وزيد حمدان (من مصر ولبنان).
وسيتم مساء اليوم عرض ثالث (...)
أسدل الستار على المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي الذي تواصل أيام 25 و26 و27 ماي المنقضي.
«أن تشعل شمعةً أفضل من أن تظلّ ليلاً كاملاً تعلن الظّلام»، بهذه الكلمات افتتح الشاعر والمناضل المنجمي سالم الشعباني الدّوة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني للشعر (...)
لم يكتب أحد عن بائعة الورد التي كانت تجوب شارع 14 جانفي. لم يكتب أحد عن أطفال يبيعون الفلّ والياسمين في المقاهي والحانات والمطاعم، لم يكتب أحد عن فصائل النباتات الجديدة. لم يكتب أحد عن حشرجات المذيعة الجديدة وهي تتحدث عن فضائل الثورة ! لم يكتب أحد (...)
يوم السبت الماضي، كانت دار الجمعيات العاشورية فضاءً لمواكبة فعاليات تظاهرة «الثورةُ فعلاً إبداعيًا» (الظواهر الفنية الشبابية في تونس والمشهد الثقافي بعد 14 جانفي). وكانت هذه التظاهرة ضمن مشروع تخرّج الطالبة «صفاء متاع الله» (معهد التنشيط الشبابي (...)
كانت مدينة سليانة على وقع الشّعر والموسيقى والمسرح على مدى يومين حيث تمّ عشية السبت الماضي افتتاح الملتقى الوطني الأوّل للإبداع تكريما للشاعر الراحل عبد الحفيظ المختومي (الكنعاني المغدور). كان الضيوف والنقابيّون والأهالي وجْهًا لوجه مع وصايا وبحوث (...)
نبتوا «كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة» نبتوا في ليالي الصقيع وفي منحدرات الجبال... نبتوا باختصار شديد في زمن صعب، سيطرت فيه ميليشيا الحزب الحاكم في ظل الدكتاتورية النوفمبرية بسوادها الحالك.. نبتت الفكرة في الريح، في رأس المفكر والكاتب التونسي سليم (...)
إحياء لذكرى الشاعر الراحل محجوب العيّاري صانع «تداعيات الليلة الأخيرة» و«حالات شتى لمدينة واحدة» و«حرائق الصّباح... حرائق المساء» و«أقمار لسيدة الشجرات» و«الطّفل» في الفنّ الشعري وجاب مجال الرواية وألفّ «أمجد عبد الدايم يركب البحر شمالا» ثم رحل ولم (...)
«في البدء كانت الكلمة. وكانت الكلمة اللّه»، هكذا كان المسيح بن مريم عليه السّلام حاملا للنّور والحياة ورائيا للعالم. لكننا في «أمّة اقرأ» لا نتفطّن ولا ننتبه إلى شيء.لا نقرأ شيئا!وكم كان المبدعون في كلّ مجالات الفنّ متعطّشين إلى ثورة ثقافيّة لم تبدأ (...)
كان الألم يعصر قلبي صباح الأحد الخامس والعشرين من مارس. وكنت أشدّ حزنا مما كنتُ عليه. يوما بعد يوم أتأكد أن الغباء بدأ ينتشر من أول سؤال هل الشعب التونسي شعب مسلم أم كافر ملحد؟
لم أكن أعتقد أن غُرَابَ البَيْنِ سيحطّ في شارع الحرية، شارع 14 جانفي، (...)
لم يكن مساء الخميس الخامس عشر من مارس يوما عاديا. كان يوما استثنائيا بجميع المقاييس، لأن النور انتصر على الظلام واندحرت الرجعية امام حاملي المشاعل ومؤسسي المستقبل.
لقد راهن الأوباش والسفلة ومحترفو الصيد في المياه العكرة على انتصار الفكر الرجعي في (...)