بمناسبة الذكرى 66 لتأسيس المنظمة شهد مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير احتفالية ضخمة الاسبوع الماضي شارك فيها المئات من النقابيين والشغالين بشكل عام بحضور الأخ قاسم عفيّة الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالعلاقات الخارجية فضلا عن الاخوة اعضاء المكتب التنفيذي الجهوي يتقدمهم الاخ سعيد يوسف الكاتب العام الذي افتتح الاحتفالية بكلمة مطولة رحب في البداية بالأخ قاسم مجدّدا له تهاني العائلة النقابية بجهة المنستير بمناسبة صعوده ضمن وفاق تاريخي إلى سدّة المركزية النقابية وهي التهنئة التي تتجاوز الأخ قاسم لتشمل باقي اعضاء المكتب التنفيذي متمنيا لهم التوفيق والنجاح في هذه المسؤولية الجسيمة والتي يزيد من جسامتها ما تمرّ به البلاد من اوضاع لا تخفى عن أحد والتي يعيش علي وقعها الاتحاد كغيره من سائر الحساسيات ومكونات المجتمع المدني هذه التهنئة قابلها تحيّة الاخ سعيد لمن غادروا مواقعهم على اثر المؤتمر الاخير وفي مقدمتهم الاخ عبد السلام جراد الامين العام السابق الذي سيبقى التاريخ شاهدا علي ما بذله ورفاقه من جهد وما قدموه للمنظمة التي لم ولن تتنكر لابنائها المخلصين. وبالعودة الى المناسبة اي ذكرى التأسيس اشار الاخ سعيد إلى أن شهر جانفي شهر ميلاد المنظمة وموعد محطاتها التاريخية... بتاريخ تأسيسها لم يكن بتأشيرة او بترخيص بل ببصمات الشهداء ونضالات وتضحيات المخلصين والاوفياء للوطن وهو الامر الذي تواصل على امتداد محطات عديدة على غرار 26 جانفي 78 وهي المحطة التي ارتفعت فيها الدعوات برفض تدجين المنظمة وذلك في يوم تاريخي مشهود غربت شمسه على 1200 شهيدا وليس 600 كما سرّت وقتها وهي المناسبة التي كغيرها انصهر فيها الجانبان الوطني والنقابي مما يزيد الفخر والاعتزاز بالانتماء إلى هذه المنظمة ويؤكد ما ذهب اليه الكثيرون ونحن منهم (والقول للاخ سعيد يوسف) من أن شهر جانفي هو فصل الخير وليس عنوان سواد كما يدعون الأخ سعيد ختم مداخلته بالتأكيد على ان الاتحاد سيبقى صامدا رغم محاولات تحييده عن القيام بدوره حتى بعد الثورة عبر فزاعات عديدة من بينها التعددية النقابية التي لا تقضُّ مضاجعنا طالما كانت ضمن دائرة الاختلاف العادي الذي لا يرتقي إلى عنوان انقلابي... ? الثلاثية الخالدة اثر كلمة الاخ سعيد تناول الأخ قاسم عفية الامين العام المساعد الكلمة ليحيّي في مستهلها هذه الجموع الغفيرة التي لم يتوقع كمّها بتلك الكثافة شاكرا للجهة ونوابها في طبرقة علي ثقتهم العزيزة التي وضعوها فيه وهي الثقة التي تتجاوز شخصه لتشمل طاقم المكتب التنفيذي الوطني الذي ستعمل عناصره كالرجل الواحد خدمة للمنظمة ومنتسبيها وللشغيلة بشكل عام وللوطن بشكل أعمّ. الأخ قاسم عفية اشار في بداية تدخله أيضا إلى واجب التقدير والمودّة للاخوة المغادرين للسدّة النقابية وفي مقدّمتهم الأخ عبد السلام جراد والذين عملوا السنين الطوال رافعين راية الاتحاد عاليا بكثير من العرق والجهد وكذلك الاجتهاد المصيب والمجانب للصواب أحيانا وتلك طبيعة اي عمل بشري.. وهو ما قد يكون الامر ذاته لاي تشكيل بما في ذلك الذي افرزه مؤتمر طبرقة والذي تبدو مؤشراته الاولى (أي التشكيل) ايجابية حيث انه ولاول مرّة في تاريخ الاتحاد تصعد قائمة كاملة 13/13 مما يؤشر على ان الفترة القادمة ستكون مرحلة العطاء والنجاح المطلق اذا ما تجاوزنا بعض الاخطاء التي لا عيب ولا معيب الوقوع فيها حيث لاحق لاي كان ان يدعي الكمال ومن يدعي ذلك فلن يمرّ ونحن لا ندعي ايضا امتلاك الحقيقة واننا «طز حكمة» بل نأمل من تحقيق الاقصى من المطامح بالدعم والتنسيق بين مختلف الهياكل والاقسام دون انغلاق عن باقي الفعاليات المدنية والسياسية رصيدنا في ذلك مثلث التأسيس الذي خلق وجُبل عليه الاتحاد منذ 66 عاما (مستقلاّ، ديموقراطيا، مناضلا).. وهي الفترة التي عرفت فيها المنظمة بعض الهزات بفعل اخطاء حينا ومؤامرات احيانا خرج منها الاتحاد سليما واكثر اصرارا علي تحقيق احلام حشاد وكل أجيال الوطن.. مستفيدا كل مرة من الاخطاء لتصويبها ومن السلبيات لتلافيها ومن النجاحات لدعمها وعدم التوقف ليس بالامكان احسن ممّا كان.. الأخ قاسم توسع في مداخلته للحديث عن معنى الديموقراطية في الاتحاد والاتجاه نحو مزيد تفعيلها وعدم الاقتصار على الهيئات الادارية والمكتب التنفيذي الموسع وفتح آفاق ومجالات اخرى للاحاطة بالواقع النقابي وتشريعه كما لمح الاخ قاسم الى ضرورة مراجعة مسألة حضور المرأة بالهياكل كاعتماد «الكوتا» مثلا وكذلك تفعيل دور الشباب وتهيئته والاحاطة به ودعمه بكل الوسائل لاعداد لتسلّم المشعل وهو في اتم جهوزيته.