انعقد كامل يوم الثلاثاء الماضي بدار الاتحاد نهج محمد علي بالعاصمة اجتماع المكتب التنفيذي الموسع وهو الاول بعد مؤتمر طبرقة وتضمن جدول الاعمال النشاط النقابي في الجهات وكذلك الوضع العام بالبلاد... الاجتماع ترأسه الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد واخذ خلاله الكلمة كل الاعضاء الحاضرين من اعضاء المكتب التنفيذي والكتاب العامين للاتحادات الجهوية للشغل وهي تركيبة المكتب التنفيذي الموسع. الاشغال انطلقت بالكلمة التي القاها الاخ حسين العباسي الذي حيا الحاضرين وهنأ الكتاب العامين الجدد اثر تحويرات هذه المكاتب الجهوية على اثر مؤتمر طبرقة وخاصة في جهات تونس وبن عروس والكاف (اعادة انتخاب الاخ ابراهيم القاسمي) وقد اكد الاخ العباسي على الاهمية التي تحتلها الاتحادات الجهوية في عمل الاتحاد باعتبارها تمثل الوجه الحقيقي للمنظمة الشغيلة وتقربها من العمال بالفكر والساعد في مواقع عملهم وقد اعلن الاخ الامين العام ان اجتماعات المكتب التنفيذي الموسع ستصبح دورية كل شهر وبذلك يتم تبادل المعلومات والمعطيات حول الوضع النقابي في كافة الجهات وايجاد الحلول الملائمة للمسائل القائمة. من جهة اخرى تحدث الاخ العباسي عن تفعيل ومتابعة قرارات مؤتمر طبرقة وخاصة ما تضمنته اللوائح التي ستصدر قريبا في كُتيّب ومنها بالخصوص الملفات التي يمكن معالجتها خلال سنة 2012 وهي انعقاد المجلس الوطني للتعمق في اعادة هيكلة الاتحاد بما يتماشى والتطورات التي شهدها عمال الشغل هذا بالاضافة الي ارساء عقد اجتماعي يكون قادرا على حل بعض المسائل الى جانب مشروع الدستور الذي قدمه الاتحاد الي المجلس الوطني التأسيسي ويأمل ان يُؤخذ بعين الاعتبار واساسا في مجال التنصيص علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وابلاغ صوت الاتحاد وقبل ان يتحدث عن علاقة الاتحاد بالحكومة تطرق الاخ الامين العام الى ضرورة مزيد الاحاطة بمشاغل العمال اينما كانوا والانصات اليهم والعمل على تحقيق انتظاراتهم ودعم مكاسبهم المشروعة مشيرًا الى ان التعددية النقابية اذ لم تكن تابعة من ارادة العمال ستضر بوحدة الشغالين وتفتت جهودهم وتقسم مواقفهم بما يجعلها تنعكس سلبا على وحدة العمال بالفكر والساعد. الاخ العباسي تطرق الى جلستيْ العمل مع الحكومة الأولى جمعته برئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي والثانية جمعت كافة اعضاء المكتب التنفيذي برئيس الحكومة وبعدد من وزرائه وافاد ان الجلستين تطرقتا الى واقع المرحلة على مستوى اقتصادي واجتماعي الى جانب صياغة الدستور وارساء عقد اجتماعي بين الاطراف المعنية وتطرقت الجلستان الى محاولات التملص من بعض الاتفاقات السابقة وهي سلوكات بعيدة عن اخلاقيات التعامل مع المنظمة الشغيلة الاتحاد العام التونسي للشغل ومن شأنها ان تضرب مصداقية الحكومة. الاخ العباسي اشار كذلك الى ما تناولته الجلستان مع الحكومة من ارتفاع جنونيّ للاسعار وما له من انعكاسات سلبية على القدرة الشرائية للاجراء وضعاف الحال عموما وهو جنون جاء نتيجة لمضاربات واحتكارات في غياب مراقبة جدية وحازمة لردع المتلاعبين بقوت المواطن. من جهة اخرى افاد الاخ العباسي ان اللقاء الثاني تم خلاله الاتفاق على تفعيل اتفاق افريل 2011 المتعلق بالمناولة وضرورة تنفيذه في اجل اقصاه 31 مارس القادم هذا الى جانب احداث لجنة وطنية تتركب من خمسة وزراء وخمسة اعضاء من المكتب التنفيذي الوطني تتفرّع عنها لجان اقرب للنظر في اهم المواضيع القائمة هذا إلى جانب الاتفاق على مد الاتحاد بالقانون التكميلي لميزانية 2012 في ظرف لا يتجاوز العشرة ايام للاطلاع عليه وابداء رأيه فيه. الأخ العباسي اكد ان الاتحاد لن يتخلى عن ثوابته وعن مبادئه النبيلة ولن يتخلى عن اهداف الثورة واستحقاقاتها وسيعمل على التصدي لكل محاولات الالتفاف على هذه الاهداف التي قامت عليها ثورة الحرية والكرامة واستشهد من اجلها عدد من شباب تونس رفضا للتهميش والاقصاء والقمع والدكتاتورية، كما اكد انه لن يسمح لاي طرف مهما علا شأنه ان يمس من مصداقية عمل الاتحاد ويحاول التشكيك في مصداقيته منظمةً عريقةً اعطت الكثير لتونس إبان ثورة التحرير وابان ثورة الحرية والكرامة مشددا على ان الاتحاد يتعامل مع الجميع بنفس المسافة ويرفض التدخل في شؤونه... كل اعضاء المكتب التنفيذي الموسع تناولوا الكلمة سواء اعضاء المكتب التنفيذي الوطني او الكتاب العامون للاتحاد الجهوية للشغل. وقد تم الاعلان خلال هذا الاجتماع عن تنظيم ندوات اقليمية للتعريف بمشروع الدستوري الذي اعده الاتحاد وقدمه الى المجلس الوطني التأسيسي الى جانب الانكباب على مجلة الشغل والعقد الإطاري والعقود المشتركة والقوانين الاساسية والعقد الاجتماعي الى جانب اعداد وثيقة توجيهية لاعادة هيكلة الاتحاد وتقديمها إلى المجلس الوطني القادم. الاعلام النقابي حظي بالاهتمام في ظلّ تنامي وكثرة العناوين وقد تم التأكيد على تطوير شكل ومحتوى جريدة الشعب الى جانب دعم الاعلام الالكتروني واحداث اذاعة خاصة بالاتحاد تغطي في مرحلة اولى تونس الكبرى وتمت دعوة النقابيين ومناضلي الاتحاد مساهمة في تطوير الاعلام النقابي ينضاف الى ذلك اتباع سياسة تقشفية في التصرف في ميزانية الاتحاد دون ان يمس ذلك او يحد من النشاط النقابي الذي سيتواصل عبر عقد الندوات والاجتماعات وسيسبق ذلك عقد الندوات السنوية الدستورية لاغلب الاقسام لضبط برامج عمل واضحة تأخذ بعين الاعتبار الواقع الذي تعيشه البلاد والحركة النقابية التونسية في ظلّ تعددية كثر عنها الحديث وبدأت نتائجها وآثارها تظهر على الساحة حيث الترويج لنقابات واستقطاب العمال بطريقة فيها الكثير من المغالاة والتهويل وحتى المغالطة... من جهة اخرى اكد المتدخلون من الجهات ان الارتفاع الجنوني للاسعار ومحاولات التدخل في الشأن النقابي من قبل بعض الاطراف ومحاولة التهجم على الاتحاد والتشكيك في مصداقيته ونعته بنعوت تنمّ عن حقد اصحابها وعدائهم لاعرق منظمة نقابية عمالية عرفتها تونس ينضاف الى ذلك غياب شبه كلي للسلط المحلية والجهوية وعدم قدرتها على معالجة الاوضاع المتردية في هذه المناطق وعجزها عن مجابهة الاوضاع واخفاقها وفشلها في الاقناع جعل الوضع في الجهات مترديا في إلى ابعد الحدود ممّا ولد اعتصامات واحتجاجات اضرت في بعض الاحيان بالسير الطبيعي لمؤسسات الانتاج وعطل بعض جوانب حياة المواطنين وحمل الاعضاء بعض اعضاء الحكومة مسؤولية اللجوء الى الاضرابات في غياب اخذ القرارات المناسبة والعمل على تحقيق المطالب المشروعة للعمال او تنفيذ اتفاقات سابقة... كما اكد اعضاء المكتب التنفيذي الموسع على ضرورة ان تتحمل الحكومة مسؤولياتها تجاه مصالح المواطن وان تمضي الى المعطلين بعيدا عن الوعود الرنانة وعن الحلول الظرفية ومعالجة الاوضاع بصدق وعمق بعيدا عن الحلول الترفيعية التي ساهمت في تأجيج الوضع والسقوط في التجاذبات والجري وراء تحقيق الفوز في الاستحقاقات القادمة هذا وقد صدر عقب الانتقال بيان تضمّن انتقالات وانتظارات النقابيين والعمال. ونشير إلى ان الاخ حسين العباسي كان قدم كذلك بسطة عن علاقات الاتحاد الخارجية وضرورة دعم هذه العلاقات وتفعيلها مغاربيا عبر الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وعربيا عبر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب. وبالنسبة الى هذا الهيكل العربي افاد الاخ العباسي انه لم يعد قادرا على مسايرة الاوضاع في الاقطار العربية وخاصة تلك التي شهدت ثورات شعبية واعلن الاتحاد العام بمعية منظمات نقابية اخرى الى عقد مؤتمر استثنائي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب كما اعلن ان العمل لتجاوز بعض الاشكاليات التي يعيشها الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي بسبب خلافات نقابية ثنائية أو بسبب الخلافات التي تعيشها اقطارنا المغاربية وذكر بالزيارة التي اداها إلى المغرب للغرض المذكور كما اعلن الاخ العباسي ان الاتحاد العام سيعمل على دعم علاقات مع المنظمات النقابية في الدول الغربية بما يُنمّي تبادل الخبرات والتجارب ودعم المواقف وخاصة بما يخدم مصالح عمالنا بالخارج.