حلقة الذكر تتماوج في الركن الأيسر من الشارع الايطالي.. اصوات تمتد قسرا الى إلاه سري مثل مخبر جالس قبالة العمارة، يقلب الجريدة، ثم يرفع عينيه الى الشرفة الزرقاء.. الانشاد الصوفي ينهمر معلنا عصيانه الشرقي.. تفلت ضحكة مجنونة.. يقتادها روائي موبوء بملاحقة التفاصيل إلى مخفر روايته.. يشتد الايقاع.. الروائي لم يرقص بعد. يتتالى نقر الدف سريعا لاهثا.. الروائي كعادته، يمازح الواقع، يلفه في القماط، يستدرجه إلى مقهى «الركن» ويجازف باصابعه في نهر لغوي.. يشتدالايقاع، تطارده عصابات الوقت والمافيا... والروائي الذي يلبس «على الطريقة الايطالية»، لا يبالي بمن تساقط في المشهد.. ويرخي عينيه مثل همهمات مريد علقت في صوته الاراجيح..